بحسب دراسة نشرتها مجلة “بريتيش ميديكال جورنال”، يمكن لإعطاء الأمهات اللواتي يعانين من الاكتئاب ما قبل الولادة جرعة واحدة منخفضة من الإسكيتامين بعد الإنجاب أن يُقلل من نسبة حدوث نوبات الاكتئاب الكبرى بنسبة تصل إلى ثلاثة أرباع. يهدف هذا العلاج إلى مساعدة النساء اللواتي تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، والذي قد يظل مستمرًا بعد ولادة الطفل. يجري الجدل حول استخدام الإسكيتامين كدواء مضاد للاكتئاب، حيث يُعتبر فعالًا في تحسين الحالة النفسية ولكن قد يسبب آثار جانبية عديدة مثل صعوبات النطق أو الاضطراب التفارقي.
أظهرت تجربة سريرية أجريت في الصين على مئات الأمهات اللواتي عانين من الاكتئاب خلال الحمل أن إعطاء نصفهن حقنة إسكيتامين بعد الإنجاب قلل من نسبة حدوث الاكتئاب الشديد بشكل كبير مقارنةً بالمجموعة التي تلقت دواءً وهميًا. ورغم هذه النتائج الإيجابية، إلا أن هناك عناصر عدة تشوب الدراسة، مثل استثناء النساء اللواتي كانت لديهن اضطرابات نفسية قبل الحمل، وصعوبة تحديد فاعلية الإسكيتامين في حالات الاكتئاب الشديد.
بالرغم من فعالية الإسكيتامين في التقليل من احتمالية نشوء الاكتئاب لدى الأمهات اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، إلا أن الدراسة توقفت بعد مدة قصيرة على الولادة، مما يجعل من الصعب تحديد مدى فاعلية العلاج على المدى الطويل. إضافةً إلى ذلك، فإن الآثار الجانبية النفسية للإسكيتامين قد تظهر مجددًا بعد فترة من العلاج، مما يجعل البحث في هذا المجال مستمرًا لتحقيق فهم أعمق لتأثيرات هذا الدواء على الصحة النفسية للأمهات.