أجرى فريق من الباحثين في جامعة ياماناشي تيروهيكو واكاياما ووكالة الفضاء اليابانية جاكسا تجربة جديدة في محطة الفضاء الدولية بإرسال أجنة فئران مجمدة بواسطة صاروخ. وقام رواد الفضاء في المحطة بإذابة الأجنة وزرعها في المحطة لأربعة أيام. وتوصل الباحثون إلى أن الأجنة التي نمت في ظروف جاذبية صغرى تطورت بشكل طبيعي إلى كيسات أريمية وهي خلايا تتطور إلى جنين ومشيمة. وتم تحليل الكيسات الأريمية التي تم إعادتها إلى الأرض ولم يتم رصد أي تغيرات كبيرة في الحمض النووي والجينات. وبذلك تكون هذه التجربة هي أول دراسة تثبت أن الثدييات قد تكون قادرة على التكاثر في الفضاء. ويهدف الباحثون في المستقبل إلى تطوير كيسات أريمية ضمن جاذبية صغرى داخل فئران للتأكد من طبيعتها.
في إطار برنامج “أرتميس”، تنوي وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إعادة إرسال بشر إلى القمر لاستكشاف العيش على المدى البعيد والاستعداد لرحلة إلى المريخ في الثلاثينات من هذا القرن. وتأتي تجربة إرسال أجنة فئران إلى محطة الفضاء الدولية في هذا السياق لتقديم المزيد من الأدلة والبحوث حول تكاثر الثدييات في الفضاء. ولقد أظهرت النتائج الأولية لهذه التجربة أن الجاذبية ليست لها تأثير كبير في مسألة التكاثر، حيث تطورت الأجنة بشكل طبيعي رغم ظروف الجاذبية الصغيرة. وتشير النتائج أيضًا إلى عدم وجود تغيرات كبيرة في الحمض النووي والجينات للأجنة في الفضاء وعند إعادتها إلى الأرض.
تعد هذه التجربة الأولى من نوعها في تطوير أجنة ثدييات في محطة الفضاء الدولية في ظروف جاذبية صغرى تامة. وتعتبر هذه الدراسة مهمة في مجال البحث العلمي حيث تظهر إمكانية تكاثر الثدييات في الفضاء وتأثير الجاذبية الصغرى على هذه العملية. وتفتح هذه النتائج الأبواب لإجراء المزيد من الأبحاث والتجارب لفهم عملية التكاثر في الفضاء وتأثيرات الظروف الفضائية على الحياة البشرية والكائنات الحية في المستقبل. ومن المتوقع أن تكون هذه الدراسة نقطة تحول في مجال الفضاء والحياة الفضائية وقد تساهم في استعداد البشر لرحلات طويلة في الفضاء واستكشاف الكواكب الأخرى.