أكدت دراسات علم النفس أن هناك عدة أسباب للألم النفسي لدى الأطفال، بما في ذلك طلاق الوالدين، وانفصال الأطفال عن والديهما، والشجار والضرب والعنف، وحالات النزوح والكوارث الطبيعية. يؤدي وجود هذه الأسباب إلى توليد ضغط نفسي لدى الأطفال وتأثيره على سلوكهم وشخصياتهم، مما قد يجعلهم يتحولون إلى شخصيات حادة أو نرجسية. تسبب هذه الحالات صدمات نفسية للأطفال وتؤثر على صحتهم العقلية والجسدية، وقد يتحول الخوف لديهم إلى خوف مرضي بسبب انعدام الأمان العاطفي.
وتؤثر العوامل البيئية المحيطة بالطفل، وتنشئته، وثقافة المجتمعات، والعوامل الوراثية، وطريقة تعامل الأهل مع المشاكل النفسية التي يعاني منها الأطفال في تكوين الاضطرابات النفسية. ولذلك، يجب على الأهل حماية أطفالهم من الضغوط النفسية السامة، حيث ينصح بالتقرب من الطفل ومحاولة التحدث معه وتوفير الأمان والاهتمام له. كما يمكن تجاوز الضغوط النفسية من خلال تخصيص وقت للعب والاستمتاع، وتعبير المشاعر والعناق، وأهمية حماية الأطفال من مشاكل الأهل وعدم جعلهم جزءا من المشكلة أو الحل.
يشير الدكتور آرام حسن الاستشاري النفسي ومختص علاج الصدمات النفسية إلى أن الهشاشة النفسية هي حالة من الضعف الجسدي والنفسي يحدث نتيجة الضغوط النفسية السامة. ويوصي بتحسين الحالة المزاجية للطفل من خلال التقرب منه وتوفير الأمان والاطمئنان له. كما يؤكد على أهمية اللعب والتعبير عن المشاعر والعناق في تخفيف الضغوط النفسية وتعزيز الراحة والاستقرار للأطفال. وتعد العائلة والمجتمع بمثابة دعامات هامة لحماية الأطفال من الضغوط النفسية وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم وتعزيز صحتهم العقلية.