في مقال مشترك نُشر على صحيفة “تلغراف” البريطانية، يشير الكاتبان الجابر وغيبريسوس وكيري إلى أهمية تنفيذ تدابير لمواجهة تغير المناخ وتأثيره على الصحة العالمية. يعتبر التغير المناخي تهديدًا كبيرًا للبشرية، حيث يؤثر على الحالة الصحية للناس وقد يؤدي إلى زيادة في الأمراض المعدية وتفاقم الحالات المزمنة. كما يتسبب في ظواهر جوية متطرفة مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحر، التي تتسبب في أضرار شديدة على البشر والبيئة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حالة وفاة واحدة من كل أربع حالات يمكن أن تعزى إلى أسباب بيئية يمكن الوقاية منها. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن تغير المناخ يتسبب في زيادة الحوادث الجوية والكوارث الطبيعية، مما يؤدي إلى زيادة عدد النازحين والمتضررين. وبدون اتخاذ إجراءات جريئة وعاجلة، قد يصل عدد النازحين بسبب تغير المناخ إلى 216 مليون شخص بحلول عام 2050، مما يضع نمط الحياة وسبل العيش للبشر في خطر.
ويشدد الكتاب على ضرورة التخفيف من آثار تغير المناخ عبر تقليل الانبعاثات الكربونية في جميع القطاعات، وخفضها بنسبة 43٪ على الأقل خلال السنوات السبع المقبلة. كما يدعوون الحكومات والأطراف المعنية في جميع أنحاء العالم للحضور إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28) والتوقيع على إعلان حول “المناخ والصحة”، الذي يعتبر الصحة جزءًا أساسيًا من جدول أعمال المناخ. وتؤكد أهمية التمويل كدافع رئيسي في مواجهة تغير المناخ ودعم الصحة العالمية.
بشكل عام، يجب تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الصحة العالمية في مواجهة تغير المناخ وتأثيراته. يجب على الحكومات والمجتمع الدولي العمل بشكل جماعي وتبني استراتيجيات وتدابير فعالة لمواجهة هذا التحدي العالمي. يجب أن يتم التركيز على تعزيز أنظمة الرعاية الصحية وتعزيز الاستدامة البيئية وتعزيز البحث والتطوير في مجال الطاقة البديلة. نحن في حاجة إلى جهود مشتركة للحد من تأثيرات تغير المناخ على صحة الإنسان وضمان مستقبل أفضل للجميع.