وتشير الدراسة إلى أن الجين المسمى (تي.يو.بي.بي4بي) يمكن أن يلعب دورا في تطور عدم تناظر الدماغ الذي يحدد اليد المهيمنة، حيث يؤثر على تركيب تشريحي متباين بين شطري الدماغ. وقد اكتشف الباحثون أن الأنابيب الدقيقة التي تشارك في تكوين الخلايا تكون متأثرة بطفرات هذا الجين، والتي تتسم بالندرة وتكثر في أصحاب اليد اليسرى. وتشير الدراسة إلى أن النصف الأيسر من الدماغ يسيطر عادة على اللغة والتفكير اللفظي، في حين تسيطر النصف الأيمن على القدرة على توجيه الانتباه البصري.
ويتحكم الجين (تي.يو.بي.بي4بي) في إنتاج بروتين مهم يسهم في بنية الخلايا، وقد اكتشف الباحثون أن طفرات نادرة في هذا الجين يمكن أن تكون لها دور في تطوير عدم تناظر الدماغ لدى مستخدمي اليد اليسرى. وباستناد إلى بيانات وراثية تغطي أكثر من 350 ألف شخص في بريطانيا، تبين أن تحديد اليد المهيمنة قد يكون نتيجة للصدفة بنوع ما، مع تباين في انتشار استخدام اليد اليسرى بين الثقافات المختلفة.
وتشير النتائج الجديدة إلى أن التأثيرات الثقافية والنفسية قد تلعب دورا في سلوكيات استخدام اليد اليسرى، حيث يختلف انتشارها بين الثقافات المختلفة. ومن الملاحظ أن العديد من الثقافات كانت تعتبر العُسر سلبيا وحاولت تغيير استخدام الأفراد لأيديهم، مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على التطور النفسي والاجتماعي للأفراد المتأثرين. وقد تفتح هذه الدراسة أبوابا للبحث في تأثيرات عدم تناظر الدماغ على الصحة النفسية، حيث يظهر أن المصابين ببعض الاضطرابات النفسية قد يكونون أكثر عرضة لاستخدام اليد اليسرى.