لكن يبدو أن القروش عرفت جيدا الخطر الذي يترصد بها، وغيرت سلوكها لتجنب نهايتها السوداء.
وحسبما قالت عالمة البيئة في متحف جامعة ولاية ميشيغان ميشيل جيويل، لمجلة “هاكاي” الكندية المتخصصة في التقارير العلمية، انخفضت أعداد أسماك القرش في الشواطئ التي كانت تشهد مقتلها، بشكل سريع جدا لم يسمع به من قبل، مما أدى إلى طرح الكثير من النظريات.
وبمرور الوقت ومع عدم ظهورها مجددا على ذات الشوطئ ميتة، اتضح أنها كانت تختبئ بمكان آخر، في محاولة منها لتجنب الخطر والنجاة بحياتها، وفقا لدراسة جديدة نشرت في عدد أكتوبر من مجلة “المؤشرات البيئية”.
ومن خلال متابعة التقارير، وجد العلماء أن أسماك القرش في جنوب إفريقيا قد انتقلت إلى أماكن أخرى شرقا، مثل خليج ألجوا وساحل كوازولو ناتال.
وقالت جيويل: “نحن نعلم أن الحيوانات المفترسة لها تأثير كبير على سلوك فرائسها لذلك هذا ليس مفاجئا. نظر العلماء في التفسيرات الرئيسية المحتملة، بما في ذلك انخفاض أعداد الفرائس في المنطقة التي اختفت فيها أسماك القرش، والتكاثر السريع في المناطق التي تم الإبلاغ فيها عن عدد كبير من مشاهدات أسماك القرش الجديدة”.
في النهاية، خلص العلماء إلى أن التفسير الأكثر ترجيحا هو أن “أسماك القرش البيضاء الكبيرة هربت لتجنب استمرار هجمات الحيتان القاتلة”.
وأوضح العلماء أن استنتاجهم مدعوم بسلوك القرش الأبيض في أجزاء أخرى من العالم.
ففي أمريكا الشمالية على سبيل المثال، وتحديدا في جنوب شرق جزر فارالون، تم تسجيل هروب أسماك القرش من مناطق الصيد بعد ظهور الحيتان القاتلة.
ورغم أن الكثيرين يعتقدون أن القروش البيضاء الكبيرة أسماك مفترسة، فإن هذه الدراسة مثال حي على مقولة: “هناك دائما سمكة أكبر”، في إشارة إلى الحيتان القاتلة.
وذكرت الدراسة أن “التأثير غير المباشر للافتراس أو الخوف من الافتراس، يؤثر بشكل عميق على سلوك الحيوان”.