أظهر تقرير صادر عن نادي جبال الألب النمساوي أن الأنهار الجليدية في النمسا تعاني من تراجع كبير في السنوات الأخيرة، حيث انخفض حجمها بمعدل 23.9 مترا في العام الفائت، وهو ثالث أكبر ذوبان تم تسجيله منذ عام 1891. وقد شهدت النمسا أسوأ حالة للذوبان في عام 2022، حيث بلغ متوسط التراجع في الأنهار الجليدية 28.7 مترا، مما ينذر بإمكانية اختفاء الأنهار الجليدية تماما في غضون 45 عامًا بسبب الاحترار الحاد الذي يؤثر على جبال الألب. وقد دعا نادي جبال الألب النمساوي إلى تبني إجراءات أفضل لحماية الأنهار الجليدية والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة.
وأشار رئيس قسم قياس الأنهار الجليدية في نادي جبال الألب إلى أن النمسا قد تفقد الأنهار الجليدية تقريبًا خلال السنوات القليلة القادمة إذا لم تتخذ إجراءات فورية لحمايتها. ولقد شهدت النمسا في عام 2017 ثاني أكبر حالة ذوبان تم تسجيلها على الإطلاق، حيث بلغ متوسط التراجع 25.2 مترًا. وفي العام الماضي، تقلصت حجم الأنهار الجليدية في النمسا بأكثر من 100 متر، مما يعكس معدلات الذوبان المتزايدة التي تشهدها البلاد بسبب التغيرات المناخية الحادة.
وتشير التقارير العالمية إلى أن الأنهار الجليدية في أوروبا وأميركا الشمالية تشهد ذوبانًا غير مسبوق منذ الخمسينات، مما يؤدي إلى وضع خطير في المنطقة. وفي سويسرا، فإن الأنهار الجليدية في جبال الألب فقدت 10٪ من حجمها خلال العامين الماضيين فقط، الأمر الذي يستدعي تبني إجراءات عاجلة للحفاظ على هذه الموارد الطبيعية الثمينة والتصدي لتغيرات المناخ التي تهدد بالتأثير السلبي على البيئة.