تم في عام 1986 انفصال كتلة ضخمة من الجليد عن الجرف الجليدي فيلتشنر رون وتجمدت على الفور تقريبًا في قاع بحر ويديل في القطب الجنوبي. يُعرف هذا الجبل الجليدي باسم “A23a” ويبلغ سمكه أكثر من 400 متر ومساحته نحو 4 آلاف كيلومتر مربع، مما يعني أن حجمه يزيد على ضعف حجم العاصمة البريطانية. وبعد حوالي 3 عقود، اعتقد العالمان إيلا غلبرت وأوليفر مارش أن حجم الجبل الجليدي قد تقلص بما يكفي ليفقد قبضته على قاع البحر، وهو جزء من دورة النمو الطبيعي للجرف الجليدي، وبدأ في التحرك.
أيضًا، حصل الجبل الجليدي “A23a” على لقب “أكبر جبل جليدي حاليا” عدة مرات منذ الثمانينيات، وقد تجاوز أحيانًا بواسطة جبال جليدية أكبر لكن أقصر عمرًا. ويُرجح أن يتجه الجبل الجليدي شرقاً ويتحرك بمعدل 5 كيلومترات يوميًا. وأشار العالمان إلى أن تغير المناخ يقود التغيرات في جليد القارة القطبية الجنوبية، مما يؤدي إلى فقدان القارة كميات كبيرة من الجليد سنويًا.
في نهاية المطاف، يعكس هذا الانفصال الكبير والتغيرات في جليد القارة القطبية الجنوبية تأثيرات التغير المناخي على البيئة، ويبرز أهمية دراسة ومراقبة هذه التغيرات لفهمها بشكل أفضل واتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لتأثيراتها المحتملة.