أثبتت دراسة تربوية أجراها خبراء بريطانيون أن وجود الأب مع أطفاله خلال فترة الدراسة يساهم في تحسين أدائهم الأكاديمي. وتشمل هذه الأنشطة القراءة واللعب وغيرها من الأنشطة اليومية. وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين تفاعلوا مع آبائهم بهذه الطرق منذ سن الثلاث سنوات حققوا تقدمًا جيدًا في الدراسة عند بلوغهم سن الخامسة والسابعة. وتلعب المشاركة النشطة للآباء دورًا مهمًا في تطوير مهارات الأطفال اللغوية والاجتماعية والحركية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقة الأبوية وبناء مشاعر الأمان والثقة لدى الأطفال.
ومن المعروف أن الأب يواجه صعوبة في إيجاد الوقت المناسب لقضاءه مع أطفاله بسبب الالتزامات المهنية والضغوط اليومية. لذلك، ينصح الخبراء الآباء بتحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والعائلية عن طريق تنظيم الوقت والمشاركة الفعّالة في تعليم أطفالهم. ويمكن للأب أن يصبح مصدرًا للتحفيز والتعلم الممتع لأطفاله، حيث يساهم في تطوير قدراتهم ومواهبهم المختلفة.
وتشمل طرق استغلال الوقت بشكل صحيح مع الأطفال عدة نصائح، مثل الابتعاد عن كل ما يمكن أن يشغل الأب عن الاهتمام بأطفاله، والاعتماد على التواصل البصري لتبليغ المشاعر والاهتمام للأطفال، واستغلال الوقت من خلال تقديم التعزيز الإيجابي وتحفيزهم على سلوكيات إيجابية. وأخيرًا، يجب على الأب بناء صورة إيجابية لنفسه لتمتين العلاقة مع الأطفال وتعزيز ثقتهم به.
بشكل عام، يكمن الدور الأساسي للأب في تعزيز التحصيل العلمي وتطوير القدرات والمهارات لدى الأطفال. وتعتبر مشاركة الأب في تعليم أطفاله وبناء العلاقة الأبوية القوية أمرًا ضروريًا لخلق ذكريات جميلة تدوم مدى الحياة.