تشير دراسة حديثة إلى أن زراعة الأشجار كوسيلة لمكافحة الاحترار المناخي قد تكون ذات تأثير سلبي إذا لم تُختار المواقع بعناية. فقد تؤدي زراعة الأشجار في المناطق التي تعكس أشعة الشمس إلى تحويل هذه المناطق المضيئة إلى غابات مظلمة تمتص الشمس بدلاً من عكسها. وهذا يعني أنه بدلاً من تقليل درجة حرارة الأرض، قد تزيد زراعة الأشجار في تلك المناطق من احتباس الحرارة وتأثيرات الاحتباس الحراري.
وبحسب الدراسة، يجب أن تتم عملية زراعة الأشجار بحذر كبير، مع الاهتمام بتحديد الأماكن المناسبة التي تساهم في تحقيق الهدف المرجو من تلك العملية. حيث يتعين اختيار المناطق التي تساعد في تخفيض درجة حرارة الأرض دون تحويلها إلى مساحات تمتص الحرارة بدلاً من عكسها. وتوجد تقنيات متقدمة لتحديد الأماكن المناسبة لزراعة الأشجار، تعتمد على دراسات دقيقة للأرض والمناخ والانعكاسات الضوئية في تلك الأماكن.
لا شك في أهمية زراعة الأشجار وتشجير المناطق القاحلة والمهمشة كوسيلة لإعادة التوازن للبيئة ومكافحة الاحترار المناخي. ومع ذلك، يجب توجيه اهتمام خاص لاختيار المواقع المناسبة لزراعة الأشجار من أجل ضمان نجاح هذه العملية وتحقيق الأهداف المرجوة منها. ويمكن أن تكون دراسات وابحاث كهذه مفيدة للحكومات والمنظمات غير الحكومية في تحديد السياسات والاستراتيجيات البيئية التي تساهم في الحفاظ على البيئة ومواجهة التحديات المناخية التي تواجه العالم في الوقت الحالي.