تم إنشاء حزام أخضر في محافظة كربلاء قبل أكثر من عقد، على بعد 105 كم جنوب العاصمة بغداد، بهدف تحويله إلى مساحة خضراء تسهم في تحسين بيئة المحافظة وتستقطب السكان والسياح والمهتمين بالطبيعة، بالإضافة إلى استقطاب الطيور البرية. وبدأت عمليات التشجير بزرع أشجار محلية ومستوردة، وتم افتتاح المشروع عام 2011، لكنه تعرض لهلاك جراء الإهمال وتقليص الميزانيات الخدمية عام 2016. وبعد ذلك، تكفلت المؤسسات الدينية بدعم المشروع ماليا من أجل استدامته.
ينقسم المشروع إلى جزئين، الحزام الشمالي والحزام الجنوبي، ويتراوح مساحته الكلية بين 800 الى 1000 دونم. وتولت الحكومة المحلية في كربلاء وزارة الزراعة ومؤسسات دينية محلية مسؤولية إدارة وتنفيذ المشروع، مع اهتمام بتحسين البيئة والإنتاج الزراعي. ويشير البعض إلى القلق من جودة تنفيذ وإدارة هذه المشاريع وخلوها من المعايير العلمية البيئية، مما يعرضها للإهمال وعدم الاستدامة. ويعتبر أن المشروعات البيئية تتطلب تخطيطا وشمولية في التنفيذ بمساهمة الجهات الحكومية والمنظمات الدولية.
يجدر بالذكر أن المشاريع البيئية مثل الأحزمة الخضراء تعتبر جزءا من التكيف مع التغيرات المناخية، وتهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي وتنقية الهواء وتحسين البيئة. وتحتاج هذه المشاريع إلى تمويل مستمر وإدارة فعالة من شأنها أن تضمن استدامتها وفائدتها على المدى البعيد. وتعد العتبة الحسينية في كربلاء اليوم المسؤولة عن رعاية وتنفيذ وتمويل مشروع الحزام الأخضر، وتركز على توظيف العمالة المحلية وتنمية الإنتاج الزراعي والسياحي في تلك المناطق.