أُصدرت أوامر لنحو 100 جندي من سلاح الجو الملكي البريطاني لحراسة محطة كرمة علي شمالي محافظة البصرة في عام 2003، دون معرفتهم بأن المياه المعالجة تحتوي على ثاني كرومات الصوديوم، وهي مادة كيميائية سامة قاتلة تسبب السرطان. يروي آندي توش، وهو من المحاربين القدامى في حرب العراق، تأثير تلك المادة السامة على صحته بشكل دائم، مؤكدا أن القوات البريطانية تعرضت للخطر عن طريق تلك المادة السامة التي كانوا يتعاملون معها دون معرفة الخطر الذي كانوا يواجهونه.
في الأشهر الأولى من حرب العراق، تم نشر جنود بريطانيون في محطة كرمة علي لتأمينها، دون معرفة بوجود ثاني كرومات الصوديوم في الموقع. كان الجنود يواجهون درجات حرارة شديدة وحتى إطلاق الصواريخ من المتمردين، ولكن الخطر الحقيقي كان يتجلى في تعرضهم للمواد الكيميائية السامة دون أدنى فكرة عن ذلك. وبعد وفاة جندي أمريكي بسبب السرطان بعد تعرضه لثاني كرومات الصوديوم، تأكدت محنة القوات البريطانية السابقة المتعلقة بهذه المواد السامة.
قدمت الحكومة الأمريكية الدعم للمحاربين الأمريكيين الذين تعرضوا لأمراض جلدية وتنفسية بسبب تعرضهم لثاني كرومات الصوديوم في كرمة علي، بينما يطالب قدامى المحاربين البريطانيين بإجراءات مماثلة. يعتبر الموقع ملوثا بشكل كبير بسبب تلك المواد الكيميائية السامة، ويظهر تأثيرها على صحة الجنود البريطانيين والأمريكيين الذين كانوا يحرسون الموقع، مما يثير دعوات لمحاسبة المسؤولين وتعويض الضحايا عن تعرضهم لخطر السموم في حرب العراق.