ما تزال التقنية القديمة لاستخدام تنور الطين في صناعة الخبز تحظى بشعبية كبيرة في العراق. على الرغم من توفر أفران حديثة تعمل بالغاز أو الكهرباء، إلا أن العديد من الأسر العراقية لا يزالون يفضلون استخدام تنور الطين بسبب المذاق الفريد والنكهة اللذيذة التي يعطيها الخبز. تعتبر هذه التقنية تراثية قديمة في العراق وتمت مشاركتها عبر الأجيال، حيث يتم إعداد العجين باليد وتشعيل الحطب داخل التنور وتحمل درجة الحرارة المرتفعة خلال عملية الخبز. كما أنه يعتبر صحي ومفضل من قبل العديد من الأسر بسبب قلة الإضافات الكيميائية والسموم المتواجدة في الخبز الصناعي.
تعتبر صناعة تنور الطين مهنة متوارثة في العديد من الأسر العراقية. تعتبر هذه الصناعة جزءاً من الموروث الشعبي وقد يستغرق صنع تنور واحد حوالي أربعة أيام، حيث يستخدم طين الحري ويُخلط مع سماد الحيوانات والتبن ويُخمّر لمدة يوم كامل قبل استخدامه. تحظى تنورات الطين بشعبية كبيرة في السوق المحلية، حيث يتم بيعها بأسعار تتراوح بين 15 ألف دينار عراقي للتنور الصغير و30 ألف دينار عراقي للتنور الكبير. تتلقى المصانع طلبات عديدة يومياً لصنع تنورات الطين، ويرجع الإقبال المتزايد على هذه التقنية إلى مذاق الخبز اللذيذ وسهولة الاستخدام والتنظيف وكذلك التوفير في استهلاك الطحين والحطب.
تنورات الطين تعود استخدامها في العراق إلى الحضارات القديمة مثل الحضارة السومرية والبابلية. كانت هذه الحضارات تولي اهتمامًا كبيرًا لصناعة الأفران وتنورات الطين. ورغم ظهور أنواع جديدة من الأفران والتكنولوجيا المتطورة، إلا أن تنورات الطين لا تزال تشكل منافسة قوية لتلك التكنولوجيا الحديثة. تشتهر تلك الصناعة وتنال شهرة واسعة في السوق المحلية، ويعتبر استخدام تنور الطين وصناعتها جزءًا من الثقافة العراقية والموروث الشعبي. يعتبر خبز تنور الطين من الخيارات الصحية والشهية للأسر العراقية، ويستمر استخدام هذه التقنية التقليدية في المجتمع مع مرور الزمن.