العراق يواجه أزمة مائية خانقة في الفترة الأخيرة، حيث تفاقمت الأوضاع خلال السنوات الثلاث الماضية، ووصلت إلى مستوى خطير في العام الحالي. تأثرت أنهار دجلة والفرات بنقص حاد في المياه، بالإضافة إلى جفاف الأهوار في جنوب البلاد. بجانب التحديات المناخية التي يعاني منها العراق، هناك أيضًا مشكلة كبيرة في إسراف الأفراد في استهلاك المياه. تسعى الحملة الوطنية لترشيد استهلاك المياه إلى توضيح الفروق بين الاستهلاك الزائد غير الضروري، مثل غسيل السيارات، وبين الحاجة الفعلية للمياه لمناطق وأفراد هم في أمس الحاجة إليها. يشدد الحملة أيضًا على أهمية التوعية بخطورة فقدان هذه الموارد المائية نتيجة تغير المناخ والجفاف، والواقع القاسي الذي يعيشه أنهار العراق نتيجة تصرف دول المنبع.
بالإضافة للتحديات المائية التي يواجهها العراق، يعاني أيضًا من تداعيات أخرى تتعلق بسوء إدارة الموارد المائية ونقص التقنيات والبنية التحتية لمعالجة المياه. تحتاج البلاد إلى استثمارات كبيرة لتحسين البنية التحتية وتدشين مشاريع لتحلية المياه وتوفير مصادر بديلة. كما يعد الماء موضوعًا حساسًا سياسيًا في المنطقة، حيث تتنافس الدول الحوضية على الموارد المائية، الأمر الذي يزيد التوترات بينها.
لحل أزمة الماء في العراق، يجب أن تتخذ الحكومة إجراءات فورية وفعالة، بما في ذلك تشجيع التوعية بأهمية ترشيد استهلاك الماء وتطبيق سياسات للتحكم في الاستهلاك السائب والتشجيع على استخدام تقنيات الري المتقدمة. كما يجب تعزيز التعاون الإقليمي لتوثيق العلاقات بين الدول الحوضية والعمل على تحقيق الاستدامة في استخدام وإدارة الموارد المائية. يجب أن تكون مشكلة الماء في العراق أولوية قصوى، وعلى الحكومة اتخاذ إجراءات جذرية لحلها قبل أن يتفاقم الأمر وتتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في البلاد.