تم اليوم افتتاح أقدم جامع في مدينة الموصل بعد إعادة إعماره بسبب التدمير الذي لحق به خلال حرب التحرير من قبضة تنظيم “داعش”. فقد شهدت المدينة عودة الحياة إلى “جامع المصفي”، وهو أول جامع تأسس في المدينة القديمة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الإعمار. يُعد جامع المصفي أقدم مسجد في الموصل، حيث تم بناؤه في سنة 16 هـ بزمن عمر بن الخطاب، ويُعرف أيضاً بالجامع العمري أو الجامع الأموي، وهو خامس مسجد في الإسلام. تم الافتتاح بجهود منظمة اليونسكو بالتعاون مع وزارة الثقافة، نظراً لأهمية الجامع كموقع تاريخي هام في الموصل.
يعتبر جامع المصفي بقلب المدينة القديمة من المعالم الأثرية البارزة في الموصل، وقد تضرر بشكل كبير خلال العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من التحديات التي واجهت الجامع، فإن إعادة إعماره تعتبر خطوة مهمة في إعادة بناء المدينة وإعادة إحياء تراثها الثقافي. ومع افتتاح جامع المصفي، يعود المشهد الديني والثقافي الغني للموصل إلى الحياة، ويعكس الإرادة القوية لأهالي المدينة في التغلب على الصعاب واستعادة هويتهم الثقافية والدينية.
تعد إعادة افتتاح جامع المصفي خطوة هامة في جهود إعادة إعمار مدينة الموصل بعد الدمار الهائل الذي لحق بها خلال فترة سيطرة تنظيم “داعش”. ومن المؤمل أن تستمر هذه الجهود في إعادة بناء المدينة وترميم المعالم التاريخية والثقافية الضارة، من أجل إعادة بناء هوية المدينة وتعزيز التواصل المجتمعي بين سكانها. يعتبر جامع المصفي إحدى أبرز الروافد الثقافية والدينية في المدينة، ويجسد الصمود والإصرار على استعادة الحياة الطبيعية والاستمرار في مسيرة البناء والتطوير بعد فترة من الظلم والتدمير.