بغداد اليوم – بغداد
بالرغم من ان الصبغة الخدمية، والاهتمام بالبنى التحتية والالتفات للمناطق المحرومة، كان هو الحديث الأبرز على لسان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني منذ تسنمه مهام رئاسة الحكومة، حتى شرع بتشكيل الجهد الخدمي، المختص بتقديم خدمات البنى التحتية للمناطق المحرومة، الامر الذي يجب ان يجعل من الغريب ان تكون هنالك تظاهرات في بغداد تطالب بالخدمات بالرغم من وجود هذه الاعمال المكثفة للجهد الخدمي.
لكن اهالي مقاطعة 2 و3/10 في جنوب غرب العاصمة بغداد او ما تسمى “ابو دشير الثانية”، والتابعة لبلدية الرشيد، وبعد ان تأملوا خيرا بتوجه السوداني واستحداث الجهد الخدمي لانهاء معاناة استمرت اكثر من 20 عاما، يتحضرون للخروج بتظاهرة يوم الخميس المقبل، وفي موعد يتطابق مع ايام تظاهرات تشرين عام 2019، حيث يشكو اهالي هذه المناطق من الحرمان من جميع انواع الخدمات بالرغم من توزيع قطع الاراضي هذه منذ عام 2002، اي قبل اكثر من 20 عاما.
قطع الاراضي هذه والتي تضم اكثر من 24 ألف قطعة، مايجعلها قادرة على ضم بين 24 الى 50 ألف عائلة، والتخفيف من ازمة السكن نسبيًا، الا انها مازالت غير مخدومة ولم يتم الالتفات اليها حتى الان بحسبما يقول الاهالي.
ويشير الاهالي الذين يتحشدون للخروج بتظاهرة كبرى امام امانة بغداد يوم الخميس المقبل 5/10/2023، يشيرون الى ان الامر المستغرب هو ان الجهد الخدمي وامانة بغداد بكافة دوائرها تقوم بتقديم الخدمات الى المناطق الزراعية واهمال هذه الاراضي التي هي طابو ملك صرف، معتبرين ان هذا التوجه يثير الريبة، من ان الخدمات يتم توزيعها وفقا للاراء السياسية ومناطق النفوذ، وليس بشكل عادل، فيجعل تقديم الخدمات لصالح المناطق الزراعية والتجاوز واهمال المناطق السكنية المدرجة ضمن التصميم الاساس للعاصمة بغداد.
ولم تكشف الجهات المختصة او بلدية الرشيد او امانة بغداد عن سبب تأخر تقديم الخدمات الى هذه المقاطعتين من ماء او كهرباء او تبليط اسوة بباقي المناطق او اسوة بمناطق الزراعي على الاقل، خصوصا وانها تقع في موقع يحيط بالشارع الحلقي الرابع الذي يخترق هذه الاراضي والذي من المفترض ان الحكومة تنوي المباشرة بتنفيذه خلال هذا العام وتم تخصيص قرابة 500 مليار دينار للبدء بتنفيذ الطريق الحلقي.
ويرى مراقبون ان خروج تظاهرات تطالب بالخدمات ووجود مناطق منكوبة ومحرومة لم يتم الالتفات اليها حتى الان، يهدد مصداقية الحكومة في كونها حكومة خدمات، والتوجه نحو تحسين البنى التحتية، كما رفت الحكومة شعارها الاول.
المصدر: بغداد اليوم + مواقع التواصل الاجتماعي