تنكد تداعيات الأزمة الاقتصادية والسياسية في العراق على الوضع الحالي في بغداد، حيث تتهاوى بشكل ملحوظ الشواخص والمعالم التاريخية والمباني المعمارية التي كانت تشهد على فترات زمنية مختلفة. وبسبب تقدم السنين وضغط العوامل المناخية، تآكلت معظم هذه المعالم الأثرية مع فقدانها الرعاية والاهتمام. عدسة وكالة شفق نيوز وثقت تحولات مدينة بغداد من أحد أجمل المدن التاريخية إلى مدينة مظلمة ومهجورة.
من أمثلة التهالك الواضح يمكن رؤيتها في شوارع وبنايات بغداد هو تدهور تماثيل تاريخية معروفة مثل تمثال عبد الكريم قاسم وتمثال معروف الرصافي وسط العاصمة. يظهر هذا التهالك والضياع والإهمال الحكومي والاهلي للتاريخ والتراث الذي يمثل جزءاً من هوية بغداد القديمة. وتعد هذه المباني والمعالم شاهدة على مختلف الأزمات التي شهدتها بغداد منذ العهد الملكي حتى ثورة تشرين 2019، كما شهدت شوارعها وأزقتها ثورات سياسية وأمنية على مختلف العقود.
من الواضح أن الانهيار التدريجي للمعالم التاريخية في بغداد يجسد الأوضاع الصعبة التي تواجهها المدينة، ويرمز إلى الفقدان الواضح للرعاية الحكومية والانتباه لتراثها. وتعد هذه التحولات المأساوية مؤشرًا على الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب الذي تواجهه بغداد في الوقت الحالي، وتحمل دلالات عميقة حول تأثير الاضطرابات السياسية والاقتصادية على المدن التاريخية والثقافية في العراق بشكل عام.