مئات الآلاف من أطنان النفايات باتت تتكدس في مناطق متفرقة من محافظة كربلاء، ولجوء دوائر البلدية إلى إتخاذ مواقع للطمر تخالف الضوابط والتعليمات البيئية، جعل من الأمر خطراً يهدد أبناء المدينة. ويشير الصحافي محمد أياد إلى أن هذه المشكلة تزداد بعد الزيارات الدينية المليونية، وأن هناك كميات كبيرة من النفايات تم جمعها بعد الزيارة الأخيرة وتم حرقها، ما يتسبب في تلوث الهواء والبيئة وتهديد الصحة العامة. ومن جهتهم، يعلن مديري دائرتي البيئة والبلدية عن وجود تحديات تواجههم في التعامل مع هذه المشكلة نتيجة قلة التخصيصات المالية المناسبة.
ويطالب المتحدثون بضرورة إنشاء معمل لتدوير النفايات في كربلاء للاستفادة منها كمواد أولية ومصدر للطاقة، وأن مصادر الطاقة يجب أن تشمل النفايات التي أصبحت تُعتبر من مصادر الطاقة المتاحة اليوم. ومن جانبها، تكشف دائرة البيئة في كربلاء عن العديد من التحديات التي تواجهها في مواجهة هذه المشكلة، مثل حرق النفايات ورميها بشكل عشوائي دون أن تخضع للضوابط البيئية. وتدعو البلدية إلى إقامة موقع نموذجي للطمر الصحي ومعمل لتدوير النفايات، وتؤكد أنها قد خصصت أرض بمساحة كبيرة لهذا المشروع، وأنه سيتم بدء تنفيذه خلال الأشهر القادمة.
يمكن القول أن تكدس النفايات في محافظة كربلاء أصبح مشكلة خطيرة تهدد الصحة العامة والبيئة في المنطقة. فالأطنان الضخمة من النفايات التي تتراكم في مناطق مختلفة تسبب تلوث الهواء والتسمم في المدينة. وعلى الرغم من جهود البلديات في جمع النفايات بعد الزيارات الدينية المليونية، إلا أنها تفشل في التخلص منها بشكل ملائم بسبب عدم توفر مواقع صحية للطمر والنقل السليم. وقد أدت هذه المشكلة إلى انتشار الأمراض والتلوث البيئي في المدينة.
من الضروري أن تتدخل الحكومة المحلية والدوائر المختصة في كربلاء لحل هذه المشكلة البيئية. يجب على البلديات إنشاء معمل لتدوير النفايات للاستفادة منها كمصدر للطاقة ومواد أولية، وتحسين كفاءة إعادة التدوير. هذا بالإضافة إلى ضرورة توفير مواقع صحية للطمر النفايات والالتزام بالضوابط البيئية لتقليل التلوث. يجب أن تُعطى هذه القضية الأولوية اللازمة وأن يتم تخصيص التخصيصات المالية اللازمة لتنفيذ هذه الخطة. إذا تم اتخاذ هذه الإجراءات، سيتم تحسين الوضع البيئي في كربلاء وحماية صحة سكان المدينة.