بغداد اليوم – السليمانية
رغم الانفتاح الذي تشهده محافظة السليمانية منذ عقدين، الا انها لم تستطع القضاء على ظاهرة “الثأر” التي تشهدها المدينة في الاونة الاخيرة، وبعد ان كانت السليمانية تسير باتجاه المجتمع المدني الملتزم بتطبيق القانون، تتراجع اليوم بشكل”مخيف” أمام سطوة العادات والتقاليد العشائرية.
وفي (7 آب 2023)، أفاد مصدر أمني، بإصابة ستة أشخاص، بإطلاق نار إثر خلاف عشائري في إحدى نواحي محافظة السليمانية بإقليم كردستان.
وقال المصدر، إن “خلافا عشائريا أندلع بناحية شورش التابعة لمحافظة السليمانية”، مبينا، أن “النزاع نشب على خلفية صراع قديم بين عائلتين من قريتي (كجان) و(كريم أجل)، واستخدمت فيه أسلحة نارية أسفر عن إصابة 6 أشخاص نقلوا على إثرها لمستشفيات المحافظة”.
السلاح المنفلت والازمات الاقتصادية
ويؤكد الباحث الاجتماعي في الشأن الكردي هيوا عدنان، اليوم الجمعة (22 أيلول 2023)، أن السلاح المنفلت والأزمة الاقتصادية ادت لتزايد حالات القتل وسطوة المجتمع عشائريًا.
ويقول عدنان في حديث لـ”بغداد اليوم” إن “ضعف القانون في السنوات الاخيرة وعدم الالتزام بتطبيقه من قبل الاجهزة الامنية ادى لانتشار ثقافات غريبة على كردستان وخاصة السليمانية ومنها عادات أخذ الثار وسطوة المجتمع العشائري”.
ويضيف أن “السليمانية خطت خطوات مهمة في مطلع الالفية الجديدة نحو المجتمع المدني الملتزم بتطبيق القانون، لكنها في السنوات الاخيرة تراجعت تراجعًا مخيفًا يدعو للقلق حول سطوة التقاليد العشائرية والعادات الدخيلة”.
بالارقام .. ارتفاع معدلات الجريمة
وأعلنت محكمة السليمانية، أنه في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، وقعت 56 جريمة قتل في السليمانية، منها 41 رجلاً و15 امرأة.
وفي (30 آب 2023)، أجرى مكتب حقوق الإنسان في السليمانية جلسة حوارية مفتوحة حول العدد المتزايد لجرائم القتل والانتحار بحضور رئيس محكمة الاستئناف في السليمانية وقضاة وعلماء نفس كجزء من الخطة الاستراتيجية للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
وتمت في الجلسة مقارنة احصائيات عام 2022 والاشهر الستة الاولى من عام 2023 لحوادث القتل والانتحار في محافظة السليمانية.
وبحسب الإحصائيات، كان هناك 63 جرائم قتل في عام 2022، منها 47 رجلاً و16 امرأة، كما سجلت في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، 56 حالة قتل وانتحار في محافظة السليمانية. ومن بين هؤلاء 41 رجلاً و15 امرأة.
من جانبه قال القاضي في مكتب المدعي العام في السليمانية، صلاح لطيف، في الجلسة إن “معظم أسباب الانتحار والقتل تتعلق بالقضايا الاجتماعية وإهمال الوزارات والجانب الاقتصادي وتأثير وسائل الإعلام“.
كما ذكر أن ظاهرة المصالحة في المجتمع الكردي هي أحد أسباب إغلاق القضايا في المحاكم وخلاص المتهمين عبر العفو العام.
كما تحدث عالم النفس، لقمان سويدي، في الجلسة، مبينا أن “جوانب التربية العائلية والاجتماعية لها دور كبير في ظهور المشاكل وزيادة إحصاءات جرائم القتل”.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات