تشهد شوارع العاصمة العراقية بغداد هدوءًا وانضباطًا نادرًا بعد عقود من التوتر والصراعات. ويعزو الكثيرون هذه الحالة إلى التراكمات النفسية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي عاشها العراق خلال السنوات السابقة. ومن الملاحظ أن سلوكيات الأفراد قد تأثرت بشكل كبير بالمزاج العراقي السيء وروح المنافسة الناتجة عن الظروف الصعبة التي عاشها العراقيون.
ومن أبرز سلوكيات الأفراد التي كانت تعبّر عن العدائية والتنافس هي طرق القيادة غير الآمنة وعدم احترام حقوق السائقين الآخرين على الطرق. ويعزى هذا السلوك بالدرجة الأولى إلى الظروف الصعبة التي يواجهها السائقون في بغداد، مثل عدم وجود قواعد محددة لقيادة السيارات وسوء الطرق والازدحامات. ومن الملفت للانتباه أن تغييرات إيجابية في هذا السلوك بدأت تظهر، مما يشير إلى تحسن نفسي للعراقيين وتحولهم نحو أسلوب حياة أكثر انضباطًا.
وأشارت التقارير إلى أن مراقبي حركة المرور لاحظوا انضباطًا غير مسبوق في التعامل مع الإشارات المرورية في بغداد، وهذا يُعتبر إشارة إيجابية نحو التغيير في سلوكيات الأفراد. وأبدى العديد من المواطنين اعتزازهم بتحولهم نحو الانضباط والالتزام بالقوانين والضوابط المرورية، ما يعكس نضجًا ووعيًا أكبر بأهمية الانضباط واحترام القوانين في بناء مجتمع أكثر تطورًا ورفاهية.