تعيش سوق بيع الملابس المستعملة “البالة” في محافظة كربلاء حركة تبضع نشطة هذه الأيام، مع دخول فصل الشتاء وبداية العام الدراسي في العراق. يعتبر “البالة” منقذًا للعائلات الفقيرة التي لا تستطيع شراء ملابس جديدة، خاصةً إذا كان عدد أفراد الأسرة كبيرًا أو إذا كان لديهم طلاب في المدارس. تعتبر الأسعار المنخفضة للملابس المستعملة ميزة رئيسية تجذب العائلات ذات الدخل المحدود، خاصةً حيث ارتفعت أسعار الملابس الجديدة بسبب ارتفاع سعر الدولار. الوضع المالي الصعب وموسم الشتاء البارد يدفع العائلات إلى شراء ملابس “البالة” لتلبية احتياجاتهم وحماية أنفسهم من البرد.
يشهد سوق بيع ملابس “البالة” ارتفاعًا في إقبال الزبائن خلال فصل الشتاء. يشير البائعون إلى أن ملابس “البالة” تتنوع وتناسب جميع الطبقات الاجتماعية وتأتي بجودة عالية، حيث يقصد العديد من الناس البالات لمتانتها وللبحث عن قطع ملابس معينة من علامات تجارية مرموقة. يذكر أن البائعين يستوردون الملابس من تركيا ودول الخليج. تشهد البالات الأوروبية أكثر طلبًا من البالات الخليجية بسبب ارتفاع أسعار البالات الخليجية، خاصةً في ملابس النساء.
تعزو الخبراء الاقتصاديون زيادة الاقبال على شراء الملابس المستعملة إلى تدهور الحالة الاقتصادية للعائلات العراقية التي تعاني من نقص الدخل. تذكر الخبير الاقتصادي أحمد عيد أن سوق الملابس المستعملة يوفر أموالًا للتجار، حيث يتم استيراد هذه الملابس عبر المنافذ الحدودية بدون تكاليف إضافية كالتعرفة الجمركية والضرائب. يعتبر الملابس المستعملة أكثر جودة ومتانة من الملابس الجديدة، ولكن الحكومة العراقية مُقصرة في تصنيع الملابس الجديدة عالية الجودة التي يشتهر بها العراق. يشدد الخبير على ضرورة فتح فرص استثمار في معامل النسيج والخياطة عالية الجودة لتوفير فرص عمل وتقليل معدلات البطالة وللمحافظة على العملة الصعبة في البلاد.