في العراق، يكشف ناشطون وأطباء نفس عراقيون عن “إهمال كبير” لملف الصحة النفسية رغم معاناة العراقيين من حروب مستمرة ايقظتها أحداث غزة الأخيرة. تبين أن رغد قاسم، ناشطة حقوق المرأة البالغة من العمر 34 عامًا، لجأت إلى الإنترنت للبحث عن طبيب نفسي لعلاجها من حالة الاكتئاب بعد جائحة كورونا. وأكد طبيب نفسي وجود “رقم خيالي” لعدد المرضى النفسيين تحت اشرافه. يوجد “عاملان في مجال الصحة النفسية لكل 100 ألف شخص” في العراق، وهو رقم دون المعدل العالمي بكثير، وفق منظمة الصحة العالمية. فقد خلّفت عقود من النزاعات، ومن بينها الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم داعش في السنوات الأخيرة، صدمات وأمراضا نفسية عميقة، ولا تزال الحاجة في مجال الصحة النفسية، كبيرة جدا، فيما الاستجابة والقدرات أدنى بكثير من التوقعات.
بالإضافة إلى ذلك، في مستشفى الرشاد التعليمي في بغداد، يعاني القطاع من نقص في الأطباء والمعالجين النفسيين بشكل عام. وتكمن المشكلة الأساسية بالنسبة للمستشفى في النقص في “القوة البشرية”، كما يقول مديره فراس الكاظمي. في الماضي، كان الأمر يعتبر محرجا، أن يقول الشخص أنا عندي مشكلة نفسية، لكن الموضوع بدأ يصبح “أكثر قبولا” في المجتمع. في مركز منظمة “أطباء بلا حدود” في بغداد، تقدم جنبا إلى جنب مع خدمات العلاج الفيزيائي، خدمات العلاج النفسي للمرضى. وتشير الطبيبة النفسية زينب عبد الرزاق إلى أن الوصمة الطب النفسي موجودة في العراق كما في كل أنحاء العالم، لكنها “في السنوات الأخيرة بدأت تتراجع”. ومن بين مراجعي مركز “أطباء بلا حدود” من لم يكن يعرف ما هو العلاج النفسي أساسا، مثل زينب عبد الوهاب البالغة من العمر 30 عاما.
في النهاية، يبين الحالة الصحية في العراق في مجال الصحة النفسية أن هناك حاجة ملحة لزيادة الاهتمام والاستجابة في هذا القطاع. يجب توفير مزيد من الدعم والموارد لتلبية احتياجات السكان النفسية وتقديم الدعم اللازم للمرضى المصابين بأمراض عقلية خطيرة ومزمنة.