أعلنت لجنة الخدمات والاعمار البرلمانية في بغداد عن إطلاق حملات كبرى للتشجير في العاصمة العراقية، في إطار الاهتمام الكبير بالجانب البيئي والخدمي في المدينة. وتأتي هذه الخطوة ردًا على العواصف الترابية المتكررة التي أثرت سلباً على حركة النقل الجوي وتعطيل المدارس والمؤسسات، وتسببت في حالات اختناق ورفع معدلات التلوث البيئي. وتعتبر حملات التشجير والزيادة في الخضار والحدائق وسيلة فعالة لتقليل حالات التلوث وانخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى تشكيل حاجز ضد العواصف الترابية. ومن المتوقع أن يشعر المواطنون بالتأثير الإيجابي لهذه التدابير في الفترة المقبلة.
تعاني بغداد من العواصف الترابية بشكل شبه اسبوعي في السنوات العشر الأخيرة، وتصبح العاصمة عرضة لهذه الظاهرة المناخية، خاصة خلال فصل الربيع. وقد ضربت العراق العام الماضي العديد من العواصف الترابية خلال فصل الربيع، وكان عددها غير مسبوق. تتسبب العواصف في انخفاض مستوى الرؤية بشكل كبير، وتغطي الغبار والرمال السيارات والمنازل. وبحسب الخبراء، من المتوقع أن تزداد هذه الظاهرة سوءاً في العراق في المستقبل، نتيجة لتراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد التصحر. وبالتالي، فإن تنفيذ حملات التشجير وزيادة المساحات الخضراء في بغداد يعد إجراءاً هاماً للحد من هذه الظاهرة وتحسين البيئة في المدينة.
تعتبر حملات التشجير جزءًا من الإجراءات التي تتخذها السلطات العراقية للحد من ظاهرة العواصف الترابية. وتهدف هذه الحملات إلى إنشاء أحزمة خضراء حول المدن، تشكل حاجزاً طبيعياً أمام العواصف وتقليل آثارها السلبية. وتشمل المبادرة الأخيرة للحكومة العراقية زراعة خمسة ملايين شجرة ونخلة في جميع المحافظات العراقية. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإجراء إلى تحسين الحالة البيئية وتقليل حالات التلوث والآثار السلبية للعواصف الترابية. وبالإضافة إلى ذلك، تسعى الحكومة لزيادة المساحات الخضراء في جميع مناطق العاصمة بغداد بهدف تحسين جودة الهواء وتقليل درجات الحرارة وتقديم بيئة أفضل للمواطنين.
بشكل عام، يواجه العراق تحديات كبيرة في مجال البيئة والتغير المناخي. ويعتبر العراق واحدًا من الدول الخمس الأكثر تأثراً بآثار التغير المناخي في العالم، نتيجة لتراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وزيادة التصحر. وتشير التوقعات إلى أن العراق سيعاني من 272 يومًا من الغبار السنوي في العقود القادمة، ويمكن أن تصل الأيام المغبرة إلى عتبة 300 يوم في عام 2050. ولذلك، فإن تنفيذ حملات التشجير وزراعة الخضار يعد إجراءاً هاماً للتصدي لهذه التحديات ولتحسين البيئة وجودة الحياة في العراق بشكل عام.