في شارع الرشيد في قلب العاصمة بغداد، يعمل الساعاتي “يوسف أبو يحيى” بتصليح الساعات العاطلة وإعادتها للحياة. يعتبر “أبو يحيى” من بناة الساعات القلائل الذين ما زالوا يحتفظون بمهنتهم في زمن الحداثة والتكنولوجيا، حيث يعمل في هذا المجال منذ ثمانينيات القرن الماضي. يجد “أبو يحيى” إقبالًا كبيرًا على الساعات الكلاسيكية والقديمة بين الناس مهما ارتفعت أسعارها مقارنة بالساعات التقليدية الجديدة.
يجد “أبو يحيى” أن هناك طلبًا كبيرًا على الساعات السويسرية واليابانية اليدوية النادرة والقديمة، بالإضافة إلى الساعات الجيبية والمنضدية والجدارية التي تدق بعدد رقم الساعة. يحرص على الاستمرار في ممارسة مهنته في تصليح وبيع وشراء الساعات القديمة التي لا تزال تحتفظ بقيمتها رغم مرور ثلاثة عقود من الزمن. يتميز “أبو يحيى” بشهرته وذكائه في تصليح الساعات المعقدة التي يطلبها عملاؤه بانتظام.
يستمر “أبو يحيى” في الحفاظ على تقاليد المهنة التي انتقلت إليه منذ أجيال، ويعكس ذلك في عمله الدقيق والمتقن في تصليح الساعات العاطلة وإعادتها للحياة. يُعد محل “أبو يحيى” واحة لعشاق الساعات القديمة في شارع الرشيد، حيث يجمع بين الحرفة والخبرة والدقة في إعادة الساعات القديمة إلى مظهرها الجديد، ويدخل الفرحة والسرور إلى قلوب مقتنيها عندما يعودون لاستلامها بعد التصليح.