تجمع العشرات من أهالي محافظة كربلاء على ضفاف نهر الفرات للاحتفال بليلة “النصف من شعبان”. وقام المشاركون في الاحتفال بإشعال الشموع ووضعها على حافة الجرف، في جو شتوي معتدل، وسط ابتسامات تزين وجوه الأطفال. ويأتي احتفال هذه الليلة في إطار احتفالات المسلمين الشيعة بذكرى ولادة الإمام المهدي الثاني عشر، حيث يتوجهون إلى مرقد الإمام الحسين في كربلاء لأداء الصلوات والزيارات.
تعتبر ليلة النصف من شعبان لدى الشيعة مناسبة دينية مهمة، حيث يقومون بأداء العديد من الأعمال الصالحة والطاعات، بالإضافة إلى التجمعات الاجتماعية والعائلية التي تجمع الأهالي في هذه الليلة. ويعتقد الشيعة أن هذه الليلة تمثل ليلة استجابة للدعاء والطلبات، وتحمل في طياتها البركة والرحمة من الله. ويعتبر إحياء هذه الليلة من العادات الدينية التي ترتبط بالتقاليد والأعياد الدينية بين أتباع الديانة الشيعية.
تعكس احتفالات ليلة النصف من شعبان في كربلاء الروح الروحانية والتآخي بين المشاركين، حيث يتجمعون للصلاة والذكر وتلاوة القرآن الكريم. وتشكل هذه الليلة فرصة للمؤمنين للتأمل والتوبة والاستغفار، وللتواصل الاجتماعي والعائلي المبني على المحبة والتعاون. وتعتبر كربلاء مدينة مقدسة لدى الشيعة، حيث يعتبرون زيارة مرقد الإمام الحسين في هذه الليلة من الطقوس الدينية الخاصة التي تعزز الانتماء الديني والروحاني بين المؤمنين.