تواجه شارع المتنبي الشهير في وسط العاصمة بغداد تهديدًا وجوديًا يهدد سمته الأصلية ووظيفته كمركز ثقافي ومركز للقراءة. حسبما يقول أصحاب دور النشر والمكتبات. يقول بلال البغدادي، صاحب مكتبة في الشارع، إن السوق الضعيف ونقص القراء أدى إلى ضعف سوق الكتاب في المتنبي. ويضيف أن الشارع تحول وظيفته إلى مركز ترفيهي بعد التجديد الأخير، مما أدى إلى انحسار حركة البيع والشراء للكتب. كما يعيش العراق أزمة وعي ثقافي، حيث أصبح الكتاب الورقي نوعًا من أنواع الترف الزائد، وكذلك ظهور العديد من كتب التزوير التي لا تمتلك قيمة معرفية، مما ساهم في تشويه صورة الكتاب لدى القراء والجمهور المهتم بالثقافة بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، تنصلت الجهات الحكومية المسؤولة عن دعم القطاع الثقافي من دورها الأساسي، مما أدى إلى انعدام خطة واضحة للنهوض بالقطاع. لذا، يعد إنقاذ شارع المتنبي أمرًا ضروريًا يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التحديات.
يعتبر شارع المتنبي رمزًا للثقافة في بغداد، حيث يحمل اسم الشاعر الشهير أبو الطيب المتنبي. يعج الشارع بالزوار من مختلف الجنسيات والثقافات للاستمتاع بالفعاليات الثقافية والفنية. تعرض الشارع في عام 2007 لتفجير بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل 30 شخصًا وإصابة أكثر من 65 شخصًا، وتم إعادة افتتاحه في عام 2021 بعد عملية إعادة ترميم وتطوير واسعة. في كانون الأول 2021، تم إعادة افتتاح شارع المتنبي بعد إجراء عملية ترميم شاملة.
من الواضح أن شارع المتنبي يواجه تحديات كبيرة تهدد وجوده ومكانته الثقافية. لا بد من اتخاذ إجراءات فورية لدعم قطاع الكتاب والثقافة في العراق وتعزيز القراءة والوعي الثقافي. يجب أن تلتزم الحكومة بدعم هذا القطاع ووضع خطة واضحة لتطويره. يجب تشجيع الشباب على القراءة وتعزيز ثقافة البحث والاستكشاف. كما ينبغي محاربة التزوير الأدبي وتشجيع الكتاب والمؤلفين الحقيقيين. بوجود استراتيجيات فعالة ودعم حكومي، يمكن إنقاذ شارع المتنبي واستعادة دوره الأساسي كمركز ثقافي رئيسي في بغداد وفي العراق ككل.