بعد أن تحوّلت جبال النفايات على طريق معسكر الرشيد جنوب شرقي بغداد إلى مكب هائل، تعتاش عليه أكثر من 800 عائلة في ظل الحصار الذي يفرضه الفقر والتلوث والأمراض. معظم هؤلاء العائلات تعيش في ظروف قاسية، تعتمد على العيش قرب المقلع لأنه أصبح مصدر رزقهم الوحيد. بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 213 مقلع طمر صحي في بغداد، حيث يعيش آلاف العائلات وسط النفايات والمرض والإهمال الحكومي.
بينما تستعد الفتاة العراقية زهراء (14 عامًا) لنبش النفايات في مقلع معسكر الرشيد مع والدها، تحمل النفايات وتجمعها لكسب عشرات الدنانير يومياً. لكنها تحلم بإكمال دراستها والابتعاد عن هذا المكب. يواجه العمال وأسرهم انتهاكات كثيرة من الإدارات المدرسية والمجتمعية، حيث يرفضون حقهم في التعليم والحياة الكريمة، ويواجهون الإهمال والابتزاز.
تواجه العائلات التي تعيش في المكب ظروفاً صحية وبيئية سيئة، حيث تزيد الأمراض السارية والإصابات بمرض الكلب والإجهاضات غير الآمنة. تظهر الإحصاءات أن الفقر يؤثر على 25 في المئة من السكان في العراق، وهناك جهود لدعم الفقراء والحد من تداعيات الأزمات الاقتصادية. مع ذلك، يبقى مستقبل العائلات العاملة في المكبات غامضًا، في ظل غياب استجابة فعالة لمشاكلهم المعقدة.