تداولت مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة صورا لنخيل المدينة الرياضية في البصرة وهي متيبسة وتصارع الموت بسبب الاهمال الحكومي. وبحسب الصور، فقد تعرضت أعداد كبيرة من النخيل المنتشر في محيط المدينة الرياضية في البصرة إلى التيبس والموت بسبب الاهمال الحكومي. وناشد رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضرورة غرس أشجار نخيل جديدة للحفاظ على المظهر العام للمدينة وديمومتها.
وكانت بلدية محافظة البصرة قد أطلقت حملة باسم “نجعلها خضرة” في وقت سابق بهدف تحسين المظهر البيئي للمحافظة. وتعد العراق واحدة من أبرز الدول المنتجة للتمور في العالم، حيث كان يتم إنتاج ثلاثة أرباع التمور في العالم في العراق. ولكن بسبب الصراعات والتغيرات المناخية التي شهدتها البلاد على مر العقود، تراجعت زراعة أشجار النخيل في العراق وتحول تركيز الاقتصاد العراقي نحو صناعة النفط.
وعانى مزارعو النخيل في العراق من آثار الحروب والتغير المناخي والجفاف، مما أدى إلى تراجع عدد أشجار النخيل في البلاد إلى أقل من 9 ملايين شجرة، بالمقارنة مع 33 مليون شجرة في الخمسينات. وانخفض عدد المصانع التي توضب التمور من 150 مصنعًا قبل عام 2003 إلى 6 مصانع فقط تعمل في الوقت الحالي. بالإضافة إلى ذلك، تواجه تمور المزارعين المحليين منافسة قوية من التمور المستوردة، التي كانت أصلها يعود إلى الأشجار التي صدّرها العراق قبل عقود.
وتشهد المدينة التي يُطلق عليها “أرض السواد” بسبب كثافة أشجار النخيل المتراصة ببعضها البعض تدهورا في المناظر الطبيعية الخلابة التي كانت تشتهر بها في الماضي. ومع استمرار انخفاض زراعة أشجار النخيل في العراق، يعمل المزارعون على تقديم منتجاتهم في السوق المحلية، لكن المنافسة الشديدة من التمور المستوردة تعوق انتعاش قطاع النخيل في البلاد. وتعداد المصانع العاملة في مجال توضيب التمور تتراجع بشكل كبير، مما يعرقل جهود تعزيز صناعة النخيل في العراق.