قررت الحكومة العراقية إنشاء منظومة ثابتة في ميناء الفاو لمعالجة الغاز المستورد، بهدف تنويع مصادر الغاز وعدم الاعتماد فقط على إيران. جاء هذا القرار ضمن توجه الحكومة لاستيراد الغاز من قطر أو تركمانستان. تؤكد مصادر رسمية أن هذا التدبير يهدف إلى تحقيق استقلالية أكبر للعراق في قطاع الغاز وتوفير مصادر جديدة ومنوعة لاستهلاكها الداخلي وتوليد الكهرباء. تم عقد اجتماع لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع وكيل وزير الكهرباء لبحث الخطوات المتخذة لتنويع مصادر الغاز. تم مناقشة تقرير الوفد العراقي الذي زار قطر لبحث قضايا توريد الغاز، وانتهت النتائج من خلال الاتفاق على إنشاء نظام ثابت لمعالجة الغاز في ميناء الفاو في العراق.
من المهم توضيح أن العراق يحتاج إلى بناء مرافئ ونظم لتنقية وتداول الغاز بعد استيراده من الدول الأخرى، مما يزيد من تكلفة العملية مقارنة بالاعتماد على الانابيب كوسيلة لنقل الغاز ، كما هو الحال مع الايراني. ولكن العراق يسعى لتنويع مصادر الغاز بالتوازي مع الضغط المتزايد على امكانية الوفاء بالتزاماته المالية تجاه إيران عن طريق تخفيض وقف التجارة معها، مما يحتم عليه تأمين ومراقبة مصادر الاستيراد البديلة.
يعتبر قطاع الغاز أحد القطاعات الحيوية في العراق حيث يشكل جزءاً من الاستراتيجية الوطنية لتنمية الاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في تزويد السوق الداخلية بمصدر طاقة مستدام. بناء منظومة ثابتة في ميناء الفاو لمعالجة الغاز المستورد ستسهم في تنمية القطاع وتوفير فرص عمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي للغاز الطبيعي. كذلك، ستقلل من اعتماد العراق على الغاز الإيراني وتوفر مصدرًا بديلًا يمكن الاعتماد عليه في توفير الطاقة اللازمة للمحطات الكهربائية وللاستهلاك الداخلي. يعد هذا القرار خطوة هامة للحكومة العراقية في جهودها لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على العراق في مجال الطاقة الكهربائية والغاز، مما قد يؤدي إلى تقليل تكاليف الاستيراد وتحسين الأمن الطاقوي للبلاد.