ذكرت مصادر أمنية في محافظة ديالى أن شابين قد توفيا في حوادث منفصلة. وصرح مصدر أمني لشفق نيوز أن شاباً يبلغ من العمر 30 عاماً أقدم على الانتحار عن طريق إطلاق النار على نفسه داخل منزله في قرية جديدة الاغوات بسبب مشاكل مالية. وقد باشرت السلطات التحقيق في الحادثة وتم نقل جثة الشاب إلى الطب العدلي. وفي حادثة أخرى، توفي طالب في الكلية العسكرية في بغداد جراء ضغوطات التدريب في الكلية. وقد توفي الطالب جراء الفشل الكلوي خلال التدريبات التابعة للدورة 113 للكلية العسكرية العراقية. وأكدت المصادر أن السلطات المختصة قد باشرت تحقيقاً في الحادثة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة الثانية من نوعها في شهر واحد بعد وفاة طالب آخر من سكان ديالى لنفس السبب.
يعكس هذا التقرير الوضع الأليم الذي يواجهه الشباب في العراق، ولا سيما في محافظة ديالى. فالشاب الذي انتحر بسبب مشاكل مالية يعكس الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العراق وارتفاع معدلات البطالة والفقر ، والتي تؤثر بشكل كبير على الشباب وتضعهم في ظروف صعبة ومحفادة. ومن ناحية أخرى ، وفاة الطالب في الكلية العسكرية ناتجة عن الضغوط التي يتعرض لها الطلاب أثناء التدريبات العسكرية ، وهو أمر يشير إلى ضرورة مراجعة النظام التدريبي وضمان سلامة ورفاهية الطلاب في الكلية.
تؤكد هذه الحوادث على ضرورة التركيز على صحة الشباب العراقي واحتياجاتهم النفسية والعاطفية. يجب على الحكومة أن تعزز الدعم النفسي والمشورة للشباب وتوفير فرص العمل الكافية والملائمة لهم ، بالإضافة إلى إصلاح نظام التعليم والتدريب في الكليات العسكرية لضمان سلامة الطلاب وتقديم بيئة تدريبية ملائمة لهم. كما ينبغي أن تعمل الحكومة على تطبيق سياسات تشجع على التحدث بصراحة عن الصحة النفسية وتقديم المساعدة اللازمة للشباب الذين يعانون من مشاكل نفسية. يجب أن يكون هناك أيضًا توفير خدمات الرعاية الصحية النفسية في المدارس والجامعات والمجتمعات للتصدي للمشكلات النفسية المحتملة.
إن وفاة هؤلاء الشباب تعتبر فاجعة وخسارة كبيرة لأسرهم ومجتمعهم. يجب أن تأخذ الحكومة هذه الحوادث على محمل الجد والعمل على توفير الدعم والحماية للشباب في جميع جوانب حياتهم. يجب أيضًا على المجتمع بأكمله أن يكون مدركًا للضغوط والمشاكل التي يواجهها الشباب وأن يقدم الدعم والمشورة لهم في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى ذلك. إن وجود بيئة حاضنة تدعم الشباب وتعزز صحتهم النفسية سيساهم بشكل كبير في تقليل هذه الحوادث المأساوية وحماية مستقبل الشباب العراقي.