أعلنت الفصائل المسلحة في العراق استهدافها قاعدة عين الاسد في محافظة الأنبار غربي العراق. وأفادت الفصائل في بيانها بأنها نفذت الاستهداف باستخدام طائرة مسيرة، ونجحت في توجيه ضربات مباشرة لأهدافها. ويعد هذا الاستهداف الثاني للقاعدة خلال يومين، بعد أن تعرضت لهجوم مماثل يوم الخميس الماضي. وقد قامت الفصائل المسلحة أيضًا بالاستهداف المتكرر لقاعدة حرير في إقليم كوردستان.
تأتي هذه الهجمات في سياق التوترات المتصاعدة بين الفصائل المسلحة والقوات الأمريكية في العراق. فقد تم تأجيل الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية حتى نهاية عام 2021، وهو ما أدى إلى انتقادات واسعة من قبل الفصائل المسلحة التي تطالب برحيل القوات الأمريكية نهائيًا. ويأتي استهداف قاعدة عين الاسد كرسالة واضحة من الفصائل المسلحة بأنها لن تتوقف عن الهجمات المباشرة حتى تحقيق مطالبها.
من جانبها، أدانت الولايات المتحدة هذه الهجمات ووصفتها بأنها تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وهددت باتخاذ إجراءات انتقامية ضد الفصائل المسلحة. لكن الأزمة العراقية تبقى معقدة وصعبة الحل، حيث تعاني البلاد من تواجد الوجود الأمريكي والتدخلات الأجنبية المتعددة. وعلى الرغم من الجهود الحكومية لاستعادة السيطرة وتحقيق الأمن والاستقرار، فإن التفاوت السياسي والطائفي القائم يعيق تحقيق هذه الأهداف.
على الرغم من ذلك، فمن المهم أن نشدد على ضرورة التفاوض وإيجاد حلول سياسية للأزمة العراقية. يجب أن تتعاون القوى الدولية والإقليمية في دعم الحكومة العراقية وتقديم الدعم اللازم لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد. وينبغي أن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات جدية للعمل على تلبية المطالب والاحتياجات الشعبية والتخفيف من حدة التوترات القائمة. إذا تحقق ذلك، فقد يسهم ذلك في تهدئة الأزمة وتعزيز فرص التحقيق بالاستقرار في العراق.