في عام 2015، بعد عام من اجتياح تنظيم “داعش” الإرهابي لبعض مدن العراق، أقامت تركيا معسكرات جديدة في عدة مدن بالقرب من الحدود العراقية. تم تحويل معسكر في جنوب أربيل إلى قاعدة عسكرية، وتم بناء قاعدة جديدة وإنشاء عدة مقرات أخرى لتعزيز السيطرة التركية على المناطق الحدودية تحت تأثير تنظيم حزب العمال الكردستاني. وفي أعقاب طلب الرئيس التركي تمديد تواجد القوات العسكرية التركية في العراق وسوريا لمدة عامين إضافيين، قام الجيش التركي بإنشاء قواعد عسكرية جديدة في دهوك.
تأتي هذه الخطوة تزامناً مع العمليات الجوية اليومية التي يقوم بها الجيش التركي، وتهدف إلى تعزيز وجوده في المنطقة ومواجهة نشاط حزب العمال الكردستاني. وقد طلب الرئيس التركي تمديد فترة التفويض الممنوحة له لتنفيذ عمليات عسكرية في سوريا والعراق لمدة عامين إضافيين، بسبب التهديدات المستمرة التي يواجهها تركيا على حدودها الجنوبية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية وأمن البلاد.
وفي هذا السياق، استهدفت القوات التركية مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا والعراق بضربات جوية، وتم تدمير العديد من الأهداف التي تشكل تهديداً للأمن التركي. وحذرت وزارة الدفاع التركية من أن مواقع حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية تعد أهدافاً مشروعة للجيش التركي، وذلك بعد التفجير الانتحاري في أنقرة. ولا يزال الجيش التركي يلاحق الشخصيات الكردية المصنفة كإرهابية في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري في شمال البلاد.
بشكل عام، يهدف تواجد القوات التركية في العراق وسوريا إلى ضمان استقرار الحدود والتصدي للتهديدات الإرهابية. وعلى الرغم من الانتقادات التي تواجهها تركيا بسبب توسع نفوذها في هذه المناطق، إلا أنها تعتبر هذه الخطوات ضرورية لحماية أمنها القومي وتجنب أي تهديدات مستقبلية.