تشير تقارير حديثة الى تراجع واضح في وتيرة الهجمات من فصائل المقاومة العراقية خلال الأسابيع الاخيرة مقارنة بالاسابيع الاولى بعد 17 اكتوبر. على الرغم من ان كتائب حزب الله العراقية قد اعلنت مسبقا بأن فصائل المقاومة متوجهة لتخفيف وتيرة الهجمات، الا ان التساؤلات تطرح بشأن سبب ذلك، وما اذا كان الامر مرتبط بانتخابات مجالس المحافظات. عضو لجنة الامن النيابية وعد القدو، نفى علاقة عمل المقاومة بالانتخابات او الاشتراك بها، وأكد ان المقاومة عندها رؤية واهداف تتمحور في طرد المحتل. وأشار القدو الى ان المقاومة هي صاحب الكلمة الفصل في مواجهة الاحتلال الامريكي، وان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني دبلوماسي ويملك كياسة وحكمة في التعامل مع كل الاطراف ومنها المقاومة.
وفي هذا السياق، بروز خلافات واضحة للعيان بين كتائب حزب الله والنجباء من جهة، وبين عصائب اهل الحق من جهة اخرى، وذلك عندما قدم الامين العام لكتائب حزب الله ابو حسين الحميداوي، شكره الى فصائل المقاومة “المجاهدين الذين شاركوا في العمليات الجهادية العسكرية أنصار الله الأوفياء، حركة النجباء، كتائب سيد الشهداء، كتائب حزب الله”، دون ان يذكر عصائب اهل الحق، الامر الذي اثار حفيظة حركة العصائب. واعلنت كتائب حزب الله في 26 تشرين الثاني تخفيف العمليات العسكرية ضد القوات الامريكية.
وبلغ عدد الضربات التي طالت المواقع الامريكية منذ 17 اكتوبر حتى الان اكثر من 105 هجمات، وفقا لذلك فأن عدد الهجمات من 17 اكتوبر وحتى اعلان كتائب حزب الله “التهدئة” أي خلال 39 يوما، بلغ عدد الهجمات قرابة 80 هجمة وبمعدل هجمات يبلغ هجمتان يوميا. ومنذ اعلان التهدئة وحتى الان، زاد عدد الهجمات بمقدار 25 هجوما فقط، اي بمعدل يبلغ 0.8 هجمة في اليوم، وبذلك يكون معدل الهجمات انخفض بنسبة 60% بعد اعلان التهدئة.
يظهر من البيانات ان عدد الهجمات من فصائل المقاومة العراقية انخفض بشكل واضح خلال الاسابيع الاخيرة، وتطرح التساؤلات بشكل كبير حول السبب وعلاقته بانتخابات مجالس المحافظات. ومن الواضح ان هناك خلافات واضحة للعيان بين بعض الكتائب، مما ادى الى تأجيل وتخفيف الهجمات العسكرية ضد القوات الامريكية.