أفادت مصادر أمنية في محافظة ميسان العراقية، اليوم الثلاثاء، باندلاع نزاع عشائري في منطقتي كميت والسلام، حيث تم استخدام الأسلحة في هذا الصراع، وأسفر عن مقتل شخص على الأقل. وأشارت المصادر إلى أن النزاع نشب بين عشيرتين في منطقة كميت نتيجة خلافات ثأر قديمة بينهما. كما أنه تم تسجيل نزاع آخر عنيف بين عشيرتين في منطقة السلام الحدودية بين محافظتي ميسان وذي قار، وقد تم استخدام الأسلحة الثقيلة مثل الصواريخ والهاونات في هذا الصراع. وتدخلت القوات الأمنية لوقف النزاع بفتح النار ضد الطرفين ومن ثم قامت بعمليات دهم وتفتيش لمنازل المتشاجرين للعثور على الأسلحة.
في العراق، يعتمد معظم الأشخاص في حل النزاعات العشائرية بالتوجه إلى العشيرة التي ينتمون إليها، وخاصة في محافظات الوسط والجنوب. ويتم حل هذه النزاعات عن طريق التسوية أو تعويض المتضررين بالمبالغ المالية للتعويض عن الأضرار المادية أو المعنوية التي تكبدوها. ومع ذلك، قد لا يؤدي الحل العشائري إلى تحقيق حلول تامة خاصة في حالات القتل، مما يدفع المتخاصمين إلى حمل السلاح والاشتباك طويلة المدى. وغالبًا ما يستمر العداء ورغبة الانتقام لسنوات، ويتجدد الصراع هنا وهناك.
تعد النزاعات العشائرية من الظواهر الشائعة في العراق، حيث يأتي ذلك نتيجة لعدم وجود آلية فعالة لحل هذه النزاعات وتقديم العدالة. وتعتبر المحافظات الوسطى والجنوبية أكثر عرضة لحدوث هذه النزاعات، وذلك بسبب توزع العشائر في هذه المناطق وقوة تأثيرها. وفي بعض الأحيان، يشتعل الصراع نتيجة لخلافات ثأر قديمة بين العشائر، مما يزيد من احتمالية استخدام الأسلحة الثقيلة وتصاعد حدة العنف. ويصعب إيجاد حلول دائمة لهذه النزاعات، حيث إن الحلول القانونية والمؤسساتية غير قادرة تمامًا على التعامل مع تعقيداتها واحتمالات التصعيد.