تتعرض مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، لمشكلة تزايد انتشار شرائح الاتصال اللاسلكي بدون مستندات رسمية. تمتد هذه الشرائح السوداء بكميات كبيرة وتُستخدم في أنشطة إجرامية مثل الابتزاز والتهديد والتجسس الإلكتروني، إضافةً إلى الاستخدام المتكرر في عمليات الإرهاب والجرائم العائلية الثأرية. وبسبب خطورة هذه الظاهرة، قامت السلطات الأمنية في أربيل بحملة مكافحة قوية ضد المحال التجارية التي تبيع تلك الشرائح، وتم القبض على العديد من المروجين لها وتحويلهم إلى المحاكم للمحاكمة.
تعد أربيل من أكبر المواقع المستهدفة لبيع شرائح الاتصال غير المرخصة وغير المسجلة رسميًا. وقد تسبب استخدام هذه الشرائح في العديد من المشاكل الاجتماعية والأمنية التي تهدد سلامة المواطنين والقوات الأمنية. وقد تم جمع جزء كبير من هذه الشرائح وتحذير أصحاب المحال التجارية من بيعها بدون وثائق رسمية وأصلية. وتم تحويل العديد من المروجين لتلك الشرائح إلى المحاكم للتحقيق معهم ومحاكمتهم، وذلك للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
تتسبب شرائح الاتصال اللاسلكي غير المرخصة في مخاطر كبيرة عند استخدامها من قبل الجماعات الإجرامية والإرهابية. فقد استخدم تنظيم القاعدة هذه الشرائح في عملياته التهديدية والتواصل وحتى في تفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة. ورغم انتباه شركات الاتصال لهذه الثغرة وتشديدها على طلب المستندات الرسمية، إلا أن الشرائح السوداء ما زالت موجودة وتستخدم بشكل ممنهج، وخاصة من قبل مافيات المخدرات والخاطفين لصعوبة تحديد هويتها. وعلى الرغم من نجاح الأجهزة الأمنية في اعتقال بعض المجرمين المتورطين في بيع هذه الشرائح، إلا أنه يجب بذل جهود أكبر للتصدي لهذه الظاهرة ومحاصرتها.
وزارة الداخلية تعمل على اتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية في حال تم الإبلاغ عن حالات مشبوهة في عملية بيع الشرائح السوداء، وتحذر من استغلال المجرمين والجماعات الإرهابية لهذه الشرائح غير المرخصة في عملياتهم الإجرامية. وتؤكد أن لديها تنسيقًا عالي المستوى مع إقليم كردستان لمكافحة هذه الظاهرة. يجب على السلطات الأمنية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة مشكلة شرائح الاتصال اللاسلكي غير المرخصة، من خلال زيادة الرقابة على المحال التجارية وتشديد العقوبات على المروجين والمتورطين في هذه الجريمة، بالإضافة إلى توعية المواطنين بأهمية شراء الشرائح المرخصة والمسجلة رسميًا.