تعرضت محافظة كركوك في العراق لمشاكل سياسية كبيرة بعد نجاح الكرد في الحصول على مقاعد في مجلس المحافظة، وهو الأمر الذي جعلهم بحاجة إلى مقاعدين إضافيين لتحقيق النصاب القانوني. بالمقابل، يمتلك العرب والتركمان مقاعد كافية لتشكيل الحكومة المحلية. وقد دخلت المحافظة في حالة من الشد والاستقطاب القومي بين الكرد والعرب والتركمان، وهذا يعكس خسارة الكرد لنفوذهم في المحافظة. ويضيف أحد أعضاء مجلس المحافظة أن الوضع أصبح معقدًا وأن التفاهم سيكون بين المكونات عن طريق قادة الكتل السياسية.
وقد تسبب هذا الاستقطاب في عدم تأليف الحكومة المحلية وتأخر عقد جلسة المجلس، وهو الأمر الذي لازال يشكل تحديًا كبيرًا في وضع الحكومة المحلية. وتشير التحليلات السياسية إلى أن الكرد والعرب والتركمان كل منهم يتمسك بقراره ويرغب في السيطرة على منصب المحافظ، الأمر الذي قد يؤدي إلى عدم تحقيق التوافق السياسي حتى الآن. وعليه، فإن حل هذه الأزمة قد يكون من خلال تحقيق التوافق بين المكونات المختلفة من خلال قادة الكتل السياسية. يبين ذلك أن الوضع في كركوك أصبح معقدًا ومعرضًا للتدهور في حال عدم التوصل إلى حل سريع وفعال.
تظهر مشاكل الاستقطاب السياسي في كركوك تأثير “لعبة الأرقام” التي تسيطر على الوضع في المحافظة. ويعتقد الكثيرون أن الشد القومي بين المختلفين الكرد والعرب والتركمان يعكس معركة لنيل النفوذ والسلطة، وهذا ما قد يواجه الجهات المعنية بصعوبة في التوصل إلى حل سريع وفعال يمكن أن يفضي إلى تشكيل حكومة محلية قادرة على إدارة شؤون المحافظة. ومن المتوقع أن يكون حل هذه المشكلة بحاجة إلى تفاهم بين جميع الكتل السياسية والمكونات المختلفة من خلال حوار وتفاوض يمكن أن يفضي إلى حكومة محلية قادرة على تحقيق التوافق والعمل الجماعي في مصلحة المحافظة وسكانها.