لم تشهد البشرية استخداماً للفيتو من قبل الولايات المتحدة لتعطيل قرارات كانت تصب لصالح فض النزاعات بالطرق السلمية بعد الحرب العالمية الثانية. وهذا الاستخدام السلبي انعكس على أوضاع المنظمة الدولية، وخاصة على الشعب الفلسطيني الذي كان ضحية لهذا الاستخدام المنحاز، مما أدى إلى تكريس الاحتلال وإنكار حق الشعب الفلسطيني في دولته القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف. الفيتو الأميركي استخدم أيضًا لتبرير فرض الحصار على العراق والعدوان على أرضه، ومنع محاسبة رموز الاحتلال وتهويد فلسطين.
الفيتو الأميركي عطل عدة مشاريع متوازنة في مجلس الأمن وتحول إلى شرعنة للاحتلال وتعطيل مساعي منع الخيار العسكري. ورغم تمادي “إسرائيل” وشريكتها الولايات المتحدة في التدمير الممنهج ضد الشعب الفلسطيني، إلا أنهما لم تستطعا أن تقتلعَه من أرضه وأن معركة طوفان الأقصى تثبت تمسك المقاومة الفلسطينية بحقها في الدفاع عن النفس وسترسم ملامح المشهد في اليوم التالي.
الفيتو الأميركي لم يكن إلا وسيلة لتبرير العدوان وتعطيل الجهود الدولية لفض النزاعات بطرق سلمية، وأصبح شريكًا بشكل مباشر بالعدوان على شعب فلسطين، مما جعل المقاومة الفلسطينية تظهر إرادتها في الدفاع عن النفس وتحقق الانتصار على العدو الصهيوني.