بغداد اليوم- بغداد
طالب رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة (22 أيلول 2023) “الجميعَ باحترامِ سيادةِ العراقِ وسلامةِ أراضيه وعدم التدخل بشؤونه”.
وقال السوداني في أبرز ما جاء في كلمته التي ألقاها امام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثامنة والسبعين المنعقدة حاليا في نيويورك “حرصنا على بناءِ سياسة خارجيةٍ مستقلة ومتوازنة، ترتكز على تقريب وجهات النظر والمشتركات، وأن يكونَ العراق مصدر استقرار في محيطهِ الإقليمي والدولي، وجزءًا من الحلِّ في أيةِ مشكلةٍ إقليميةٍ أو دولية”.
وأضاف “تؤكد جمهورية العراق التزامها بمبادئ القانون الدولي، واحترام القرارات الأممية، وتصميمها على إقامة أفضل العلاقات مع الجميع، ولاسيما دول الجوار”.
وشدد السوداني “رفض التدخل بشؤون بلدنا الداخلية تحت أية ذريعة، ودستورنا يلزمنا ألّا يكون العراق منطلقاً للاعتداء على الدول الأخرى، ونطالب الجميع باحترام سيادة العراق وسلامة أراضيه، ونحتفظُ بحقِّنا في اتخاذ الإجراءات المناسبة، على وفق ما أقرته القوانين والمواثيق الدولية لردع أيِّ انتهاك يتعرض له العراق”.
ولفت الى “إطلاق مشروع طريق التنمية وهو القناة البرّية الحيوية الرابطة بين أجزاءٍ اقتصاديةٍ أساسيةٍ في منطقتنا، والطريق الأفضل للتجارة والتبادل الاقتصادي في المنطقة”.
وتابع السوداني “شخصنا آفة الفساد، وجعلنا محاربتها أولى أولوياتنا، وشرعنا بملاحقة المطلوبين أينما وجدوا، ومهما كانت مناصبهم وانتماءاتهم، وتسليمهم للقضاء” مطالبا “الدول الصديقة والشريكة مدَّ يد العون والتعاونَ في مكافحة الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة، لأننا نؤمنُ بالترابط بين الفساد والإرهاب”.
ونوه الى “أننا نستهدف تحقيق التكامل الإقليمي، وإزالة ما يعرقل التجارةَ الحرّة في المنطقة، وتسهيل انتقال الأشخاص والبضائع ورؤوسِ الأموال عبر الحدود السياسية، ويمكن تحقيق التكامل الاقتصادي، عبر توحيد ومقاربة السياساتِ الاقتصادية، والتعريفات الكمركية والقوانين، وربطِ البنى التحتية الاقتصادية ببعضها، عبر الاستثمارِ المشترك وعرض الفرص”.
وأعلن رئيس الوزراء عمل حكومتها “نعمل على تنظيم مؤتمر (بغداد 2023)، للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي” مشددا “لن نتخذ من سياسة المحاورِ مساراً في علاقاتنا، ونتعامل مع الجميع وفق مصلحتنا الوطنية، وماضون في تعزيز مكانة العراق في ساحة التعاون الدولي”.
وأوضح ان “معالجة ملفّ النازحين والمهجّرين، ضمن أولويات الحكومة واتخذنا العديد من التدابير لضمان عودتهم الطوعية والآمنة إلى مناطق سكناهم الأصلية، وإعمار مدنهم المحررة”.
واستطرد بالقول “نحثّ الخطى نحو إقامة الانتخابات المحلّية نهاية العام الحالي، بعد توقفِها لعشر سنوات، وهي ركنٌ من أركان اللامركزية في العراق” مؤكدا ان “الحكومة الاتحادية، تدير أفضل العلاقات مع إقليم كردستان العراق، وجميع المحافظات، وهي في حوار مستمرّ مع ممثلي الإقليم، والحكومات المحلية في عموم العراق؛ لتحويل الفرص إلى مشاريع تعزز التنمية والاقتصاد”.
وعن آثار التغير المناخي قال السوداني ان المنطقة والعراق خاصة “يتعرضان إلى وطأة آثار الجفاف، الناتج عن التغيرات المناخية، والحاجة الملحة إلى حفظ الحقوق في موارد المياه وأحواض الأنهر الدولية” مبينا ان “جفاف المسطحات المائية الطبيعية في الأهوار، خسارة بيئية وتاريخية، وستكون الكارثة البيئية أشدّ على العراق والمنطقة، مع ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة”.
ودعا إلى “إقامة تجمّع إقليمي، يضمّ دول شواطئ الخليج، من العراق وإيران والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وهي الدول التي ستتعرض أكثر من غيرها لارتفاع درجات الحرارة”.
وأضاف “يضطلع التجمّع بتنسيق الجهود الإقليمية لإدارة المياه، ومواجهة التغييرات المناخية، وتعزيز حماية البيئة، والعمل المشترك في مواجهة الجفاف”.
وحول المخدرات قال السوداني “نعمل على مواجهة ملف المخدرات بفعالية، بالتعاون مع الشركاء والأصدقاء، ولا بديل للمجتمع الدولي، ودول المنطقة، إلّا تكثيف الجهود والتنسيق لمحاربتها، لعلاقتها الوثيقة بالارهاب”.
وأضاف ان “ملف المخدرات يعرقل كلَّ جهود التنمية والاستثمار في الموارد البشرية وتنمية الشباب، وتبنّت حكومتُنا الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدّرات والمؤثرات العقلية 2023-2025.”.
وجدد السوداني موقف العراق “الواضح والثابت من الحقِّ الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما نؤكدُ دعم العراق وحدة سوريا، أرضاً وشعباً، وندعو إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري وتمكينه من بسط سلطته على كامل الأراضي السورية”.