بعد جهود مكثفة، أعلنت وزارة الخارجية العراقية يوم الخميس عن نجاح المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتفاق على تشكيل “لجنة عسكرية عليا”، لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق. وأشارت الوزارة إلى أن هذا الاتفاق يأتي “إيفاءً بالتزاماتها الوطنية وتماشياً مع تنامي قدرة القوات العراقية وكفاءتها”، ويهدف إلى “تقييم تهديد داعش وخطره، وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية”، وأن الهدف منه هو “إنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد داعش، والانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف، سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية وعسكرية تتسق مع رؤية الحكومة العراقية”. ودعت الحكومة إلى “عدم توقف أو تعثر أو انقطاع أعمال هذه اللجنة، والعمل على تجنب العبث باستقرار العراق لتحقيق أهداف خاصة”، مؤكدةً على أن العراق يجدد تزامه بسلامة مستشاري التحالف الدولي والحفاظ على الاستقرار خلال فترة التفاوض.
وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن وبغداد اقتربتا من توافق على بدء عمل اللجنة العسكرية العليا تمهيدا لتحويل مهمة التحالف الدولي لدحر داعش إلى علاقات ثنائية. وأوضح أن “نحن نتطلع من أجل المضي قدما في (تشكيل) اللجنة العسكرية العليا لأنها تعكس التزام الولايات المتحدة العميق باستقرار المنطقة والسيادة العراقية”، مؤكداً على دعم الولايات المتحدة لعمل اللجنة وتسهيل مهامها. وقد أشار المتحدث إلى أن التوافق بشأن بدء حوار اللجنة العسكرية العليا يعكس “الرغبة المشتركة في التعاون بين الجانبين بما يحقق مصالح البلدين ويسهم في تعزيز دور العراق الإقليمي والدولي”.
بتشكيل لجنة عسكرية عليا ووضع جدول زمني محدد لوجود مستشاري التحالف الدولي في العراق، تعكس الاتفاقية الجديدة بين العراق والولايات المتحدة نجاح المفاوضات المستمرة بين الطرفين، والتزامهما بتعزيز الاستقرار في المنطقة وحماية السيادة العراقية. ويأتي هذا الاتفاق في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين والرغبة في تعزيز التعاون لمكافحة تهديدات الإرهاب وتعزيز دور العراق على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتعدد للمتحدث باسم الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق وتدعم عمل اللجنة العسكرية العليا، كما أشارت الوزارة العراقية إلى أهمية الحفاظ على سير أعمال اللجنة دون عراقيل أو تعثرات.
