رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يواجه تحدياً عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن التزام أميركا بأمن إسرائيل خلال لقاءهما الحواري. يرى البعض أن هذا التصريح كان قاسياً بالنسبة للسوداني وحكومته التي كانت تنادي بالموت لأميركا، وأنه قد يؤدي إلى تأزم العلاقات بين العراق والولايات المتحدة. كان من المتوقع أن تستقبل الزيارة ترحيباً كبيراً من العراقيين، ولكن الواقع كان مغايراً بسبب تصريحات بايدن التي تضمنت التزاماً بأمن إسرائيل.
يبدو أن الحكومة العراقية كانت تحاول التوازن بين مطالب أميركا وإيران، وكانت تتوقع زيادة المساعدات الاقتصادية من الولايات المتحدة. ومع ذلك، تواجه الحكومة العراقية الآن تحدياً كبيراً في كيفية التعامل مع تصريحات بايدن وضرورة الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وإيران في نفس الوقت. عليها بذل جهود كبيرة لإيجاد حلول تلبي مطالب كلتا الدولتين دون التضحية بأمنها الوطني.
من المهم أن يلتزم العراق بسياسة خارجية مستقلة تحقق مصالحه الوطنية دون الالتزام بتحالفات يمكن أن تعرض أمنه واستقراره للخطر. يجب على الحكومة العراقية دراسة الوضع بعناية واتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على سيادتها واستقلالها وضمان رفاهية شعبها. لا بد أن تتبنى سياسة خارجية توازنية تحافظ على علاقاتها الدولية وتعزز موقعها الإقليمي والدولي.