من الطبيعي أن لا تتذكر أجيال من العراقيين صدام حسين. هذا ليس فقط لأنهم وُلدوا في العشرين سنة الماضية، ولكن أيضًا لأن زمن العراقيين يحمل الكثير من الكوارث غير المتوقعة في السياق التاريخي. تلك الكوارث تضفي عليها العراقيون طابعًا تراكميًا، مما يجعلها قابلة للتوسع والتراكم والزيادة والامتداد. العراقيون شعب أُبتلي بالعنف، وهم يعيشون زمنًا مأساويًا مرتبطًا بسياق تاريخي معقد.
العراقيون لا يواجهون المشكلات فحسب، بل يتعاملون مع تجلياتها المختلفة وفروعها المتشعبة. ويرتبط ذلك بسبب شهوتهم للعنف والرغبة في الإعفاء من القوانين وفقًا لمزاجهم المتطرف. هناك نخب قليلة من العراقيين وفهموا كيفية التصرف بطريقة حضارية والتحكم في العواطف وتجنب العنف. وفي السبعينيات من القرن الماضي، وضعت الدولة العراقية المؤسسات الثرية في خدمة الشعب وشهدت تطورًا لافتًا في القطاعين التعليمي والصحي. إلا أن رغبة العراقيين في العنف أدى إلى استمرار التوتر والفوضى في البلاد.
مشكلة صدام حسين وتأثيره على الشعب العراقي والدولة تظهر وضوحها فقرة اليوم. الحكم الإيراني والميليشيات تؤثر سلبًا على الهوية والوطنية العراقية، حيث يُعتبر العراقيون أبناء الطائفة التي تم احتكار تمثيلها من قبل ميليشيات تابعة لإيران. ولم يعد لديهم من المواطنة سوى الاسم، وهو أمر يجعل العراقيين يحبون ويكرهون بدون أن يعرفوا السبب الحقيقي لهذا الشعور.