أظهرت نسب المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات في العراق تفاوتًا كبيرًا بين المناطق الشمالية والغربية والمناطق الوسطى والجنوبية. فقد تصدرت محافظة كركوك نسب المشاركة بنسبة 32%، وهذا رغم أنها لم تشهد انتخابات منذ 18 عامًا. ويأتي هذا التفاوت الكبير نتيجة للصراعات السياسية والقومية التي تشهدها المنطقة، مع محاولات لفرض الذات وإثبات الأغلبية في المحافظة. وفي المقابل، جاءت المحافظات الغربية مثل صلاح الدين والأنبار ونينوى ضمن النسب العشرينية، والتي بلغت فيها نسب المشاركة 27% و26% و23% على التوالي.
وبينما تراوحت نسب المشاركة في المحافظات الوسطى والجنوبية بين 9% و19%، بدا غياب الصدريين واضحًا عن المشاركة في ميسان، حيث بلغت نسبة المشاركة 11%، وفي جانب الرصافة من بغداد، حيث بلغت نسبة المشاركة 9%، وهي الأقل بين باقي المحافظات. وتشير هذه التفاوتات إلى أثر التحشيد السياسي في نسب المشاركة، حيث تعكس الصراعات والتوترات السياسية في كل منطقة على نسب المشاركة والعملية الانتخابية بشكل عام.
ومن المهم أن يتم فهم هذه الانتخابات في سياق الصراعات السياسية والقومية التي تشهدها المحافظات، حيث تؤثر هذه الصراعات على إرادة الناخبين وتحشيدهم، مما يعكس تفاوتًا كبيرًا في نسب المشاركة. وعلى الرغم من أن هذه النتائج غير مفاجئة، إلا أنها تشير إلى ضرورة تحليل عمق السياقات السياسية والاجتماعية التي تؤثر على العملية الانتخابية في العراق.