تكشف مصادر مطلعة في بغداد عن ورود رسالة سرية من الولايات المتحدة إلى بغداد قبل أربعة أيام تتعلق بملف الاغتيالات لقادة الفصائل المسلحة في العراق. وفقاً للمصدر، فإن الإدارة الأمريكية تعبر عن قلقها بشدة إزاء تصاعد الهجمات في العراق واحتمالية دخولها في حرب غير مرغوبة، خاصة بعد أن أثار قصف مقرات الحشد الشعبي واغتيال قادة الفصائل غضبًا شعبيًا ونيابيًا. وقد أرسلت الولايات المتحدة رسالة إلى بغداد تعبر فيها عن إمكانية وقف الاستهدافات لقادة الفصائل ومجاميعها إذا ما توقفت القوات العسكرية عن قصف قواعدها، خاصة في المناطق الأنبار وأربيل. ويأتي ذلك عقب استشهاد قيادي بارز في ميليشيا كتائب حزب الله العراقي بعد تعرض سيارته لهجوم أمريكي في بغداد.
تعتبر الهجمات الأمريكية في العراق مصدر قلق بالغ للحكومة الأمريكية، حيث باتت الهجمات أكثر ضرراً بعد الهجوم على برج 22 في الأردن. وهناك جهود تبذل حاليا للتهدئة وتفادي تصعيد الأوضاع وضع المرحلة في مأزق، خاصة وأن استهداف مقرات الحشد الشعبي وقاداته يعد أمرًا محرجًا للحكومة العراقية ويدفعها إلى مواجهة أكثر تصلباً تجاه الحضور الأمريكي في البلاد. وفي ذلك السياق، أعلنت هيئة الحشد الشعبي في العراق استشهاد أحد قيادييها بعد الهجوم الأمريكي على سيارته في منطقة المشتل شمال شرق بغداد. ويُعتبر الساعدي قياديًا بارزًا في كتائب حزب الله العراقي وينتمي للحشد الشعبي بصفته مستشارًا.
تعتبر الهجمات الأمريكية ضد قادة الفصائل المسلحة في العراق مصدر قلق بالغ للحكومة الأمريكية، ويأتي ذلك بعد أن تعرضت القوات الأمريكية لهجوم دام في الأردن أسفر عن سقوط 3 قتلى أمريكيين وعدد من الجرحى. وقد أعلن مسؤول أمريكي أن الضربة الأمريكية كانت مخططة منذ هجوم الأردن، وأن الإخطار بالضربة مسبقاً لم يكن ممكناً بسبب “مخاوف أمنية”. ومنذ منتصف أكتوبر الماضي، تعرضت القوات الأمريكية في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوماً، الأمر الذي يعكس حجم التوتر الذي تعاني منه المنطقة بسبب الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة.