كشفت مصادر مطلعة في بغداد اليوم أن الولايات المتحدة الأمريكية عرضت مقترحًا لإنشاء خط ساخن بين بغداد وطهران لتفادي الاصطدام بسبب التوترات في قطاع غزة. وأفادت المصادر بأن السفارة الأمريكية في بغداد تعمل منذ أكثر من أسبوع لتخفيف التوترات الناجمة عن الأحداث في غزة وتجنب الصدام المباشر مع إيران. تأتي هذه المبادرة في ظل استهداف قوات الولايات المتحدة في العراق وسوريا من جانب الفصائل المقربة من إيران. وقد قدمت السفارة الأمريكية هذا المقترح من خلال وسطاء عراقيين بهدف تهدئة الأوضاع قبل بدء معركة غزة المتوقعة، التي ستشهد تداعيات خطيرة في الشرق الأوسط.
وأشارت المصادر إلى أن 4 دول خليجية أرسلت رسائل للحكومة العراقية للتأكيد على أهمية تحقيق الاستقرار والسعي لتهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، حيث يعتبر الجميع أن اندلاع صراع سيؤثر سلبًا على المنطقة بأكملها، خاصة في ضوء وجود قواعد أمريكية في الخليج وأن أي صراع قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز الذي يمر به الكثير من إمدادات الطاقة للأسواق العالمية. ويشعر الولايات المتحدة بالضغط في الوقت الحالي، حيث تفقد مصداقيتها أمام الرأي العام العربي والإسلامي، مما يعني أن الدخول في صراع مع إيران في هذا الوقت لن يكون في صالحها، بل قد يتعرض مصالحها لاهتزازات كبيرة.
في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، شنت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية تحت اسم “طوفان الأقصى” ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والاعتداءات على الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل. وشهدت العملية استهدافًا واسعًا للمستوطنات الإسرائيلية بآلاف الصواريخ وبمساعدة قوات المقاومة الفلسطينية التي اقتحمت المواقع العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة وحققت تقدمًا كبيرًا. وردًا على ذلك، قامت إسرائيل بعملية عسكرية لاستعادة السيطرة على البلدات التي استولت عليها الفصائل الفلسطينية في غلاف غزة وبدأت في فرض حصار شامل على القطاع. وتزايدت استهدافات قواعد الجيش الأمريكي في العراق وسوريا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة. وبناءً على ذلك، قررت الولايات المتحدة عرض خط ساخن لتفادي الاصطدام المباشر مع إيران وتهدئة التوترات في المنطقة.