منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في قطاع غزة ودخول المقاومة الفلسطينية في حرب ضد إسرائيل، تتردد أنباء عن احتمال دخول الجماعات المسلحة العراقية في الحرب لمساندة الشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، أكد أمين عام بيارق الخير، محمد الخالدي، أن اجتياح غزة سيؤدي إلى انهيار اتفاقيات السلام والتطبيع التي دامت لمدة 50 عامًا. وأشار الخالدي إلى أن أحداث السابع من تشرين الأول الجاري يكتنفها الغموض حول تفاصيل المعركة وآثارها البشرية والمادية، وأكد أن ما يجري في غزة الآن هو مجازر، وأن أي غزو بري دموي سيؤدي إلى هزة كبيرة في الشرق الأوسط وإلى انهيار اتفاقيات السلام والتطبيع. وأعرب عن قلقه إزاء احتمال تدهور الوضع في الأسابيع المقبلة إذا لم يتم إيقاف المجازر وتأمين إمدادات الغذاء والمال والأدوية للسكان في غزة.
وفي سياق متصل، أكد الباحث العراقي علي فضل الله أن الفصائل المسلحة في العراق مستعدة وجاهزة للمشاركة في الحرب من أجل فلسطين، وأن التهديدات التي أطلقتها تلك الفصائل هي حقيقية وتحمل خلفها استعدادًا جديًا للدخول في الصراع. وأشار الله إلى أن حجم الدعم والتدخل الأمريكي في الحرب يعني أن الولايات المتحدة مشتركة في الصراع، مما سيؤدي بالضرورة إلى اشتعال المنطقة بشكل كبير. وأكد أن الفصائل العراقية ستكون على خط التماس في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب ضد الفصائل الفلسطينية، وأن المصالح الأمريكية ستكون مهددة بجانب مراعاة مستقبل التصعيد المقبل.
وفي يوم السبت الماضي، بدأت عملية “طوفان الأقصى”، حيث شنت فصائل المقاومة الفلسطينية آلاف الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية وشهدت المنطقة اقتحامًا بريًا من قبل المقاومين الفلسطينيين، حيث سيطروا على عدة مواقع عسكرية وأسروا عددًا من الجنود الإسرائيليين. وقد أثارت هذه العملية قلق الفصائل المسلحة العراقية، حيث يترقبون دخول خط التماس بالحرب في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية. وتواصل الفصائل استعداداتها وتسليحها لمواجهة التصعيد المقبل في الصراع.
وفي الختام، يبدو أن المنطقة العربية بأكملها تعيش رهبة على وقوع انفجار كبير في ظل التوترات الحالية بين فلسطين وإسرائيل، وتزايد التهديدات بتدخل الجماعات المسلحة العراقية في الصراع. وإذا لم يتم التوصل إلى حل سلمي ومستدام، فإن المنطقة قد تشهد اندلاع صراع واسع النطاق يهدد بانهيار سنوات من الجهود السابقة للمصالحة والتسوية. لذلك، ينبغي بذل جهود حثيثة لإيجاد حل سلمي قبل تصاعد هذه الأزمة المحتملة وتفاقم الدمار والخسائر البشرية.