كشفت الحكومة الإقليمية في كردستان العراق عن عدم تلقيها رواتب موظفيها بشكل مباشر من الحكومة الاتحادية. وأفاد المتحدث باسم الحكومة الإقليمية بيشوا هوراماني، في تصريح له، بأن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أبلغ رئيس الحكومة الإقليمية مسرور بارزاني بذلك، وأوضح أن إرسال رواتب الموظفين سيتم عبر المؤسسات الرسمية لحكومة الإقليم. يأتي هذا الإعلان في ظل توقيع كتل سياسية كردية في البرلمان العراقي على عريضة تطالب بإرسال الرواتب بشكل مباشر من الحكومة الاتحادية.
تظهر هذه التطورات التوتر المستمر بين الحكومة الاتحادية والحكومة الإقليمية في كردستان العراق، حيث يحاول الأكراد الحصول على حقوقهم المالية والإدارية. وتعد رواتب الموظفين واحدة من القضايا المثيرة للجدل بين الطرفين، حيث يرى الأكراد أنها من حقوقهم التي يجب تلقيها مباشرة من الحكومة الاتحادية بموجب الدستور. ورغم أن الحكومة الاتحادية ترى أن ذلك مخالف للدستور، فإنها وافقت على إرسال الرواتب عبر المؤسسات الرسمية لحكومة الإقليم. وهذا يشكل تقدماً قليلًا في الموقف، لكن الأكراد يطالبون بتلقي رواتبهم مباشرة كسائر المحافظات العراقية.
وتعد هذه الخطوة من قبل الحكومة الاتحادية جزءًا من سياسة الضغوط والمفاوضات التي تستخدمها حكومة العراق للتعامل مع الحكومة الإقليمية في كردستان. ويأتي ذلك في سياق الخلافات المستمرة بين الطرفين بشأن الموارد النفطية والسيادة الإقليمية وحقوق الأكراد. وعلى الرغم من التوترات المستمرة، فإن الحكومة الإقليمية تعمل على تعزيز قوتها السياسية واستقلاليتها الإقتصادية من خلال الاتفاقيات مع شركات النفط العالمية وتشجيع الاستثمارات وتطوير البنية التحتية. وتظهر هذه الخطوة من الحكومة الاتحادية كيف أن الصراع السياسي بين بغداد وأربيل مستمر، وأن الأكراد لن يستسلموا للضغوط والتهديدات وسيواصلون السعي لتحقيق مطالبهم. في النهاية، قد يكون الحل الحقيقي في النقاش والتفاوض بين الطرفين لإيجاد حلول مستدامة تفي بمطالب الأكراد وتحقق الاستقرار في علاقتهم مع الحكومة الاتحادية.