قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للمسؤولين الأميركيين سراً إنه يريد التفاوض بشأن بقاء القوات الأميركية في البلاد على الرغم من إعلانه الأخير أنه سيبدأ عملية إخراجهم، وذلك وفقًا لتقرير نشرته مجلة “بوليتيكو”. كبار مستشاري السوداني أبلغوا مسؤولين أميركيين أن إعلانه كان “محاولة لإرضاء جماهير الإطار وميليشيات الحشد”، وأكدوا أن السوداني نفسه “ظل ملتزمًا” بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي للتحالف في العراق. استعداد العراق لإبقاء القوات الأميركية في البلاد أمرًا بالغ الأهمية لإدارة بايدن، حيث يرى الولايات المتحدة أن وجودها في العراق مهم لمنع عودة “داعش” ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وكانت هناك ضجة عامة في العراق بشأن غارة أميركية بطائرة بدون طيار الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل عضو كبير في الميليشيات المدعومة من إيران في بغداد، مما أدى إلى تشكيل الحكومة لجنة ثنائية لإنهاء وجود القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة والتي تركز على منع عودة تنظيم “داعش”. وبينما أُخبر المسؤولون الأميركيون أن العراق على استعداد لمناقشة إبقاء القوات الأميركية في البلاد، فإن المكائد السياسية داخل البرلمان العراقي قد تضطر السوداني إلى اتخاذ خطوات لإخراجها، وذلك بعد تصاعد التوتر بين العراق والولايات المتحدة بشأن الحفاظ على أمن البلاد.
أكدت البنتاغون أن القوات الأميركية موجودة في العراق لضمان عدم عودة “داعش واستفراد ايران بالعراق”، وأن لديها علاقة وثيقة مع قوات الأمن العراقية. كما أعلنت الحكومتان في النهاية عن خطة التحول إلى دور استشاري بحت، مما مثل النهاية الرسمية للمهمة القتالية للجيش الأميركي في البلاد. بينما قال البنتاغون إنه ليس لديه خطط لسحب قواته من العراق، ولم يكن على علم بأي إخطار من الحكومة العراقية يطلب منه القيام بذلك. ومع ذلك، كانت هذه على الأغلب لفتة رمزية، فلا يزال للولايات المتحدة ما يقرب من 2500 جندي في العراق، إلى جانب 900 جندي في سوريا، يركزون على “داعش”.
إن استعداد العراق لمناقشة إبقاء القوات الأميركية في البلاد يعد أمرًا بالغ الأهمية للأمن القومي الأميركي ومكافحة الإرهاب. وترى الولايات المتحدة أن وجودها في العراق مهم لمنع عودة “داعش”، ومن شأن أي قرار يتخذه السوداني بطرد القوات الأميركية من البلاد أن يقوض أيضًا جهود الإدارة الاميركية لمنع اتساع نطاق الحرب في غزة. وتأتي هذه المطالبات بعد أن ارتفع التوتر بين العراق والولايات المتحدة بسبب الضربة الأميركية التي أسفرت عن مقتل عضو كبير في الميليشيات المدعومة من إيران في بغداد، وكانت هناك مطالبات بطرد القوات الأميركية من العراق. وعلى الرغم من التصريحات السابقة بالمغادرة، فإن القوات الأميركية لا تزال موجودة في العراق، بينما تبدو العلاقة بين العراق والولايات المتحدة في تأزم مستمر.
