يعالج هذا المقال ثلاث نماذج من القيادة السياسية التي تحدث بعد أي عملية تغيير كبيرة في البلدان. يستعرض الكاتب هذه النماذج وتطبيقاتها في العراق بعد عام 2003. النموذج الأول هو الديمقراطية العريقة التي تعتمد على تغيير الحكومة بشكل متدرج ودون تدخل جذري في مؤسسات الدولة. النموذج الثاني يتحدث عن التجربة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية، حيث عملت القيادة على استدعاء جميع الهاربين واستغلال خبرتهم في إدارة البلد. أما النموذج الثالث، فهو التجربة العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث أدى تغيير جميع كوادر الدولة إلى انهيار النظام وتردي الأوضاع.
الكاتب يشدد على ضرورة الاستفادة من الخبرات السابقة في إدارة البلدان بعد التغييرات السياسية، ويحذر من تكرار الأخطاء التي أدت إلى تدهور البلدان. يعبر عن قلقه إزاء التجربة العراقية وتأثيرها السلبي على مستقبل البلد. يشدد على أهمية بناء الدولة بالعلم والمعرفة والعمل الدؤوب والتخطيط السليم، ويحث على التخلص من المخلفات السياسية والثقافية لبناء مستقبل أفضل. الكاتب ينتقد الاستجابة العنيفة والانتقام في برنامج الإصلاح السياسي، ويعبر عن تخوفه من تكرار الأخطاء التي أدت إلى تدهور البلد.