مع بدء المنافسة الانتخابية في محافظة ديالى، تشهد المنطقة تقسيمات وتصنيفات للمرشحين وفقاً لقدراتهم المادية. بينما يوجد مرشحون يقدمون برامج طموحة، يعلو صوت الحاجة للخدمات ويتقسم الناخبون صوب أصحاب العطايا الذين يمتلكون القرار والنفوذ. يعبر الفقراء والمهمشون عن خيبتهم من وعود المرشحين واستغلالهم لحاجاتهم اليومية لكسب الأصوات.
العديد من الناخبين الفقراء والمهمشين في ديالى يشكون من تدفق سيارات البهبهان السوداء إلى مناطقهم قبل الانتخابات، حيث يتكرر نفس الوعود الوردية التي لم تحقق في المرات السابقة. رغم تكرار تلك الوعود، قد يصدق البعض بها، ولكنهم يدركون أن الفاسدين والمتنفذين هم من يستفيدون من الانتخابات ولا يعطون الفقراء والمهمشين حقوقهم الأساسية. تقسم الناخبون صوب المرشحين الذين يمتلكون النفوذ والقرار، ومن بينهم مرشح يطلق عليه أبو الخبز الذي يتمتع بالقدرة على تنفيذ المشاريع بسرعة عندما يتواصل معه عبر الهاتف.
معظم المرشحين المساكين يأتون إلى المناطق المهمشة ويعملون على تحقيق تغييرات إيجابية، ولكن يعتقد الناخبون أن صوت الحاجة للخدمات هو الأقوى. يتفاعل الناخبون مع المرشحين الأقوياء الذين يستطيعون توفير خدمات عاجلة بسرعة من خلال اتصال هاتفي واحد. يشعرون بأن حقوقهم مدفوعة الثمن ولكن يكتمل بها المشهد الانتخابي.
على الرغم من أن هناك توجهات تهدف إلى ضمان المساواة وتكافؤ الفرص بين المرشحين، إلا أن الفساد الانتخابي لا يزال موجوداً في ديالى. يستغل بعض المرشحين موارد الدولة وسلطتها لصالحهم، بينما يتم تهميش البسطاء الذين لا يمتلكون النفوذ والسلاح. يعتبر استغلال المشاريع الحكومية للانتخابات أمراً غير مقبول ويجب أن يتخذ إجراءات لمنعه وتوفير تكافؤ الفرص للمرشحين.
بالتالي، هناك حاجة ملحة لتبني خطوات لمعالجة استغلال الموارد الحكومية في الانتخابات ووضع قوانين تضمن المساواة والشفافية. يجب أن تكون المؤسسات الحكومية والأموال بعيدة عن السباق الانتخابي، ويجب أن يكون الجميع متساويين أمام الرأي العام. تحتاج المنطقة إلى إصلاحات جذرية تحقق تكافؤ الفرص بين المرشحين وتعزز الشفافية وتقضي على الفساد الانتخابي لتحقيق تحول ديمقراطي حقيقي.