أكد عضو ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي، الأربعاء، أن رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لم يدرك خطورة الموقف السياسي الحالي، وأنه لا يستفاد من تجارب الماضي. وجاء هذا التصريح في أعقاب الاشتباكات المسلحة التي وقعت بين قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة التابعة لرئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني. واعتبر المطلبي أن هذه الاشتباكات تعتبر تجاوزًا صريحًا على الحكومة الاتحادية العراقية، وأن الاعتذار المقدم من رئاسة أركان البيشمركة حول هذه الاشتباكات غير كافٍ. وأوضح المطلبي أن الدوافع الحقيقية وراء محاولة قوات البيشمركة الاستيلاء على المدن الاتحادية هي الحصول على المناطق النفطية وتلك المفرطة في الإقليم.
وأشار المطلبي إلى أن بارزاني لم يتعظ من تجربة الماضي بعدما أجرى استفتاءًا كرديًا انفصاليًا انتهى بفرض سلطة الحكومة الاتحادية. وأنه لا يدرك حجم خطورة الوضع السياسي الحالي، خاصة مع اقتراب الانتخابات المحلية. في هذا الإطار، وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة عالية المستوى للتحقيق في ملابسات حادث قاطع مخمور.
يعكس هذا التقرير توجهًا حكوميًا عراقيًا ضد سياسة الانفصال التي يتبعها إقليم كردستان، حيث يؤكد المطلبي على أن قوات البيشمركة تسعى للسيطرة على المناطق التي انسحبت منها قوات حزب العمال الكردستاني، وذلك بهدف السيطرة على القوى النفطية في هذه المناطق. وتعتبر هذه الاتهامات محاولة لتشويه صورة إقليم كردستان ورئيس حكومته مسعود بارزاني. ومن خلال توجيه رئيس مجلس الوزراء العراقي بتشكيل لجنة عالية المستوى للتحقيق في الحادث، يبدو أن الحكومة العراقية تهدف إلى المساءلة والمحاسبة لتحقيق العدالة وتطبيق القانون.
وفي النهاية، يظهر هذا التقرير الاهتمام العراقي بالحفاظ على وحدة البلاد والتصدي لأي محاولة انفصال، ويعتبر استفتاء كردستان الذي أجري في سبتمبر 2017 وفرض السيطرة على المدن الاتحادية في كركوك ومناطق أخرى كانت تحت إدارة إقليم كردستان اعتداءً صارخًا على الحكومة العراقية. ويعكس انتقاد المطلبي حجم المخاوف الحكومية من تجاوزات إقليم كردستان وقوات البيشمركة، ويرفع صوت الدعوة لمحاسبة الأطراف المسؤولة عن الاشتباكات وتجاوزاتها.